بعض القصص تروى لا لتصدق، بل لتوقظ شيئاً غافياً في أعماقنا، ففي لحظة واحدة قد تتكشف طبائع البشر، ويختبر معنى النبل دون أن يعلن عن نفسه.
حين يمد الإنسان يد المساعدة في وقت الحاجة، ثم يكافأ بالغدر، فالمصيبة لا تكمن في الخسارة ذاتها، بل في ارتداداتها على القلوب التي كانت تفكر أن تحسن.
إن القصص التي تبدأ بالرجاء والمساعدة والكرم وتنتهي بالخيانة، تختبر ليس فقط من عاشها، بل من يسمعها… فهل تبقى فيه الرغبة في أن يكون كريماً يساعد الغير، رغم كل شيء؟ قصة الفارس الذي أُعطي فغدر به، تجيب عن السؤال حين رفع صوته قائلاً كلمته المؤلمة لرجل طلب منه المساعدة بشربة ماء و الركوب معه فدفعه وسرق الحصان: “لا تقل إنك سرقتني، دعهم يظنون أنني أعطيتك الحصان، حتى لا تموت الثقة في نفوس الناس”.
فهذا ليس مجرد موقف، بل مرآة للإنسان حين يختبر في قيمه.
ففي عالم أنهكته الخيبات، قد يكون أثمن ما نملكه هو إصرارنا على أن الخير لا يدفن، حتى لو طالته يد الغدر.