ذاكرة العراقيين وهويتهم انتفضت شعراً ممزوجاً بياسمين الشام وبنغم حزين وريشة قطرت من دم.. شكّل مظفر النواب رصاصة شعريّة ممزوجة بالحبّ والعاطفة والعطاء والثورة وكلّ معاني المقاومة المتفرّدة ضدّ أشكال الظلم والقهر للعراقيين وكلّ أبناء المعمورة في العالم العربي…
الموت عند عتبة العظماء ولادة جديدة وأنت القائل :”ادفنوني واقفاً ووجهي صوب العراق” فقد أحييت في الجيل الجديد معاني البطولة والرجولة والوطنية التي تتحدّى المستحيل فانتفض العراقيون على وقع كلماتك.. وفي إثر خطاك وأصدروا قانوناً يُجرّم كلّ من يحاول التطبيع مع إسرائيل ويؤكدون من جديد أن بوصلة مظفر النواب وكلّ العراقيين فلسطين الحبيبة…
دمشق التي لا تقبل القسمة على اثنين بحسب قناعاتك ستبقى موطن كلماتك ووهج شعرك الذي يصدح من أبوابها السبعة وكلّ مفرداتك التي تشمخ كقاسيونها ستبقى إرثاً ثقافياً تصونه الأجيال وتدرّسه لمدن العالم هوية عربية واحدة لن تقبل القسمة مهما فعل أعداؤها من الاستعمار والإرهاب والصهيوأميركية…
بين المنفى والذكريات يأتي الرحيل وتبقى شاعر القيم العالية الذي ينشد الوجدان الإنساني لتحقيق العدالة من المحيط إلى الخليج مرّة بالشوق ومرة بالغضب وأخرى بالفرح وفي كلّ المرّات بالعزيمة والنضال والفعل الثوري الذي يأخذ من التاريخ ولايُضيّع التراث…
وداعاً مظفر النواب… رحلت وبقيت كلماتك النبيلة المقاومة الصادقة شعاراً وهويّة تردّدها وتمتثل لها الأجيال في دمشق والعراق وفلسطين وحتى تحرير كلّ شبر من الوطن العربي..
“ماذا سيحصل لو تحولنا إلى بلاد؟ أنا بغداد وأنت القدس، يميل رأسي على كتفك قليلاً فتُزهر دمشق ويستقيم العالم”
“ولم ألقَ مثل العراق كريماً خجولاً…”