من يتابع يوميات الناشطين على صفحات التواصل الاجتماعي يصب بالهلع ..موت جنون مرض قتل غدر خيانة فساد …عدم احترام لأي قيم ..
يكن أمام جدار أزرق لا يكتب عليه إلا خربشات اليأس والقنوط ..ولكن هل هذه الحياة فعلاً ؟ أهذه هي يومايتنا ؟ أتمضي هكذا بكل ما يشيب الولدان ؟
أحقا هذه الرؤية بزاوية تامة لا أدري كم قياسها ؟ ..أم نرى بنصف عين حتى هذا النصف لا يرى إلا الجزء الفارغ من أي معنى.
دائرة الحياة اليومية كما تصورها مواقع التواصل إلا من عصم ربك تبدو كما أسلفنا وكالة أخبار لا تضخ إلا عفن الحياة.
الأمر بكل تأكيد ليس هكذا وكما يقال ( إن خليت خربت ) وكما الأخبار التي لا تسر ثمة ما هو جدير بأن نحتفي به في هذا الوطن.. في هذا المجتمع .
كان لافتاً أمس أن بعض الصفحات مشكورة تناقلت ما يقوم به الكثيرون من أبناء الوطن حين يستلزم الأمر…نقرأ عن رجال وضباط شرطة كانوا أبطال اللحظة في إنقاذ طلابنا المتأخرين عن امتحاناتهم بسبب عدم وجود مواصلات .
في حماة وريف دمشق وفي طرطوس وغيرها …وليس الأمر لرجال وضباط الشرطة فقط إنما من المجتمع المحلي أيضاً .
ومن باب الوفاء للحديث لجيشنا الطبي كنت أنا وأحد الزملاء نتحدث عن بعض الأمور الصحية فإذا به وكنت أهم بالحديث يقول: أشعر بالفخر لما تقدمه مشافينا ومؤسساتنا الصحية من خدمات ..وأردف: تصور ب٢٠٠٠ ليرة فقط أجريت كذا وكذا في مشفى جراحة القلب ..
نعم صدقت أيها الزميل ؛ تجربتي أنا أيضاً في مشفى المواساة مثلك ..جيش من الأطباء والعاملين كلهم يقدمون أنبل الخدمات ولن تجد من يتذمر. وقس على ذلك في الكثير من المؤسسات الخدمية طبية كانت أم لا ..
نحن أقوياء بقوة العطاء والوفاء للوطن.. لدماء من ارتقوا ..لن ننكر أن ثمة لطخاً سوداء كادت تسد سماءنا لكنها مهما طال مكوثها فسوف تبدد.
يومياتنا دائرة مكتملة ونصف الحقيقة حيث لا يقف البعض ولا يريدون أن يروا الضوء لكنه موجود ولولاه لكان اليأس ..نعم نصف الحقيقة وربما أكثر حيث لا يقفون وعلينا أن نحتفي به..نحن في معركة الوفاء للوطن وإننا لمنتصرون.