لم يعد امتحان البكالوريا اليوم عند شريحة كبيرة من الطلاب متابعة ودراسة لاختبار معلوماتهم وقدراتهم نهاية العام، وإنما هي سباق محموم يساهم به الأهل لدرجة كبيرة، قد يبدأ من صف الحادي عشر، يسجل الأهل أبناءهم في معاهد خاصة طوال الصيف، وفي السنة التالية أي سنة البكالوريا، تبدأ الدروس الخصوصية أثناء العام الدراسي، وبعد خروج الطالب والطالبة من المدرسة وعند نفس المعلم والمعلمة.
في شهر الانقطاع لايغيب الدرس الخصوصي أيضاً، في أيام الامتحان لا تغيب الجلسات الامتحانية.
هذه الشريحة من الطلاب ربما بغالبيتها تنجح، ربما أيضاً تحصل على مجموع درجات تسمح لها بالكليات الجامعية التي يرغبها الأهل وربما الطلاب والطالبات أنفسهم، لكن بعد الوصول الى كلياتهم، هل يمتلكون القدرة على الدراسة والتحليل والاستنتاج وفهم المادة العلمية التي يدرسونها، بعد أن اعتمدوا على الدروس الخصوصية وإعطائهم كل شيء من دون تعب.
مقابل تلك الشريحة هناك طلاب وطالبات لايملك أهلهم المال الكافي إلا لجلسة أو درس، ويحصلون على درجات عالية ويتفوقون ودرسوا في مدارس حكومية، ما يؤكد أن سلوك الأهل تجاهها هو من يزيدها صعوبة.
صحيح أن البكالوريا متعبة إن صح التعبير لأنها سنة مصيرية، لكن موقف الأهل منها يربك الطالب أيضاً، ويضاعف الضغوط النفسية عليه والقلق الدراسي والامتحاني لدرجة تدفع البعض للانتحار.
لكل طالب قدراته، ولكل أهل طموحهم بأبنائهم، لكن النجاح في الحياة العملية هو المعيار، وليس المجموع النهائي للبكالوريا، وهذه تحتاج سلوكاً مختلفاً مع الأبناء وتعليمهم.