الثورة – ميساء الجردي:
بمشاركة منسقي برنامج السنة التحضيرية وممثلي الاتحاد الوطني لطلبة سورية ووزير التربية الدكتور دارم الطباع ورؤساء الجامعات وعمداء الكليات الطبية في الجامعات الحكومية وعدد من أعضاء مجلس الشعب والأساتذة الجامعيين أقامت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي متمثلة بالسيد وزير التعليم الدكتور بسام إبراهيم اليوم ورشة عمل لمناقشة واقع السنة التحضيرية والمسائل المتعلقة بها وتأثيرها على الكليات الطبية وطلبة هذه الكليات للوصول إلى توصيات تتعلق ببقاء السنة التحضيرية أو تطويرها كتجربة استمرت لمدة سبع سنوات أو إلغائها وذلك على مدرج جامعة دمشق. وأكد الدكتور إبراهيم أن هذه الورشة هي لدراسة واقع السنة التحضيرية من كافة جوانبها وتقييم آليات القبول فيها والمناهج والخطط ونظام السنة التحضيرية بعد تطبيقها منذ عام 2015 -2016 وجاء ذلك بناء على توصيات لجنة الاستيعاب العليا مع تساؤلات لماذا لا تطبق في الجامعات الخاصة وفي مرحلة من المراحل هي كانت ضرورة في ظل ظروف الحرب وبالتالي كانت الرؤية بأن تقام هذه الورشة لتقييمها من كافة الجوانب، الإيجابيات والسلبيات، من خلال دعوة جميع المعنيين من الجامعات السورية والكليات الطبية ووزير التربية والفريق الفني في وزارة التربية وممثلين من أعضاء مجلس الشعب. وفي كل لقاء يتم مناقشة هذا الموضوع وما يعاني الطلبة في هذا المجال هي عبارة عن نقاش وحوار وسوف تأخذ المقترحات والآراء بما يخدم الطلبة وسوف يتم مناقشتها في مجلس التعليم العالي ولجنة الاستيعاب العليا. بينما تحدث الدكتور دارم الطباع وزير التربية حول دور الوزارة في بناء خريج الثانوية وفقاً لمعايير علمية معتمدة. مشيراً إلى جودة التعليم من خلال ارتباطه بنظام التعليم واستمراره وصولاً إلى تهيئة المتعلم للدخول إلى سوق العمل. وبين الطباع: أن سورية من أوائل الدول التي بدأت بالتعليم التحويلي والعمل على الانتقال بالطالب من مواطن متعلم إلى مواطن قادر على تغيير مجتمعه وفقاً للمناهج التي وضعت وفقاً لمعايير ومؤشرات عالمية. الدكتور عبد اللطيف هنانو معاون وزير التعليم العالي أكد أن الورشة الحالية هي فقط لاستخلاص رؤية ووضع توصيات للوصول إلى نقاط محددة بشكل منهجي اعتماداً على الإيجابيات والسلبيات لهذه التجربة. رئيسة الاتحاد الوطني لطلبة سورية دارين سليمان تحدثت عن منظومة التعليم العالي بشكل متكامل بما فيها السنة التحضيرية كجزء مهم تم إيجاده في مرحلة معينة وفقاً لأسباب موجبة ومجدية حينها تتعلق بخلل في نتائج الثانوية العامة. مشيرة إلى أن هذا الخلل لا يزال موجوداً في مخرج وزارة التربية وبالتالي يجب أن يكون هناك خط بياني يوضح أين المشكلة وكيف العلاج. وبين سليمان أنه لا يجب تحميل المشكلة بالكامل للتعليم العالي ومن الأفضل للجميع الخروج بتوصيات منهجية بعيدة عن الجوانب العاطفية ووضع مقترح متكامل بغض النظر عن الإلغاء وعدم الإلغاء لأن الهدف من الورشة هو التقويم بشكك أكاديمي ومراعاة مصلحة الطلبة. عماد العمر عضو المكتب التنفيذي في الاتحاد الوطني لطلبة سورية بين أهمية رأي الطلاب في مثل هذه الورشة وعليه أقام الاتحاد استطلاع رأي حول السنة التحضيرية شملت 2145 ألف طالب من الكليات الطبية وكانت هناك حالة من الدفاع عن السنة التحضيرية وحالة من النقد وبالتالي لابد من اعتماد أسلوب منهجي لتناول التجربة. مشيراً إلى أن نتاج الاستطلاع هو 15% هم مع البقاء للسنة التحضيرية و 40% مع إلغاء هذه السنة و48% مع تعديل السنة التحضيرية. الدكتور عصام الأمين مدير هيئة مشفى المواساة أكد أن الظروف التي قررت فيها السنة التحضيرية كانت مختلفة وكان هناك حاجة إليها لتحقيق العدالة للدخول إلى الكليات الطبية وقد كان هناك مناطق خارج سيطرة الدولة ولكن هذه الظروف بعد سبع سنوات غير موجودة وبالتالي لم يعد هناك مسوغ لبقائها. وأكد الأمين أن السنة التحضيرية لم تحقق العدالة لأن هناك استثناء للجامعات الخاصة وبالتالي الشخص الغني يستطيع الدخول للطب في الجامعات الخاصة بعلامات متدنية بينما الطالب الذي يجمع 230 درجة لا يصح له فرصة للدخول إلى الطب البشري. وبين المشاركون في الورشة أن الهدف الأساسي من السنة التحضيرية هو تطوير القبول الجامعي وليس الهدف تقييم نتائج الثانوية العامة، وهي جزء حل لمشكلة القبول الجامعي فنحن نحتاج لمعايير جديدة تضاف إلى الثانوية. مشيرين إلى أن الجيد بهذه السنة أنها فتحت فرصة للكثير من الطلاب لشريحة تعتبر متساوية من حيث الدرجات وعندما نتحدث عن شريحة الطلاب التي هي فوق 2023 و2048 درجة هؤلاء هم طلاب متقاربون بالمستوى وبالتالي السنة التحضيرية أعطت فرصة للتعادل وهي أعطت هامشاً إضافياً للاستيعاب بنسبة 10% لطلاب لم يكن بإمكانهم التقدم إلى الكليات الطبية.
وهناك من تحدث عن ضرورة أخذ النواحي المادية بموضوع السنة التحضيرية، وجودة التأليف وتقييم الكتاب العلمي في السنة التحضيرية في إشارة إلى وجود مشكلة بالمناهج. وآخر بالمناهج ونقص بالكوادر وغياب معايير التقييم وعليه فمن المهم أن تترك الأمور على ما هي عليه ريثما تتوفر تلك المقومات. الدكتور ياسر العجي أشار في مداخلته إلى أن مخاوف الطلاب ليست من السنة التحضيرية بحد ذاتها وإنما من صعوبة المناهج وبالتالي يجب المحافظة على هذه التجربة والتخفيف من المناهج لأن الذهاب إلى نظام جديد يخضع الطالب لخسارة كبيرة. وبين أنهم كمدرسين ليسوا مع إلغاء السنة التحضيرية وإنما مع تعديلها. الدكتور كامل الحجي رئيس الجامعة العربية الخاصة بين أن السنة التحضيرية سيتم تطبيقها بالجامعة الخاصة ولكن بشكل مختلف فعندما يتم تعديل الاختصاص في السنة الأولى بنسبة 2% عندما لا يتحقق النجاح المطلوب من الطلبة ويتم تحويلهم إلى اختصاصات أخرى فإن هذا الأمر مطبق بالجامعات الخاصة. وبين الدكتور يونس رئيس جامعة القلمون أنه يجب ألا نقوم بقياس السنة التحضيرية في سورية مع الدول الأخرى، كما يجب عدم قياسها ومقارنتها بين الجامعات الحكومية والخاصة.