الثورة – غصون سليمان:
انطلاقا من تعزيز مفهوم الطب الوقائي وإدارة البرامج الصحية والرعاية الأولية وتنمية المهارات البحثية في المجال الصحي، فلا بد للكوادر المؤهلة في التخطيط والإدارة الصحية وتطوير الخدمات الصحية أن تجد طريقها لما يتوجب عليه أن يكون عليه طبيب الصحة العامة والذي يعتبر مريضه بشكل أساسي هو المجتمع.
وزارة الصحة وانطلاقا من الأهداف التي وضعتها لتحسين المؤشرات الصحية، وتحقيق العدالة بتوزيع الخدمات الصحية ،ورفع مستوى الوعي للمواطنين تنصب جهودها اليوم على توسيع دائرة عمل اختصاص طبيب الصحة العامة كما ونوعا حيث أثبت الواقع من خلال جائحة كورونا مدى الحاجة إلى طبيب الصحة العامة .فمن هم المقبولون في هذا الاختصاص؟
الدكتورة هزار فرعون رئيسة المجلس العلمي لاختصاص الصحة العامة بينت أنه سيقبل بالاختصاص حوالي ٣٠ طالبا من خريجي الكليات الطبية ” الطب البشري، الأسنان ،الصيدلة، بمعدل عشرة لكل اختصاص،بحيث يكون الشق النظري في مركز الدراسات الاستراتيجية في وزارة الصحة ،والجانب العملي ينجز في في مشافي وزارة الصحة والمراكز الصحية التابعة لها وغيرها من مشاف تابعة لجهات أخرى أو لبعض مؤسسات الرعاية الاجتماعية التي لها علاقة بتقديم الخدمات وتعنى بالشأن الصحي.
ونوهت الدكتورة فرعون بأن مدة التدريب ثلاث سنوات ويشرف على الاختصاص المجلس العلمي للصحة العامة في هيئة الاختصاصات السورية التي تضم عضوية كوادر متميزة من وزارات التعليم العالي والصحة ولديهم خبرة بهذا الاختصاص لاتقل عن عشر سنوات بالعمل.
وحول البرنامج التفصيلي للمقررات المعتمدة في السنة الأولى والثانية والثالثة ،ذكرت رئيسة المجلس العلمي بأن السنة الأولى تضم ستة مقررات الأول هو مقرر تحضيري يتعرف فيه الطالب على مهارات حاسوبية ومهارات تواصل،وفي المقرر الثاني يعرف بالصحة العمومية والإدارة الصحية بحيث يتعلم الطالب مبادىء علوم الوبائيات وهي أساسية، إضافة إلى مبادىء أساسية بعلم الإدارة .في حين يتناول المقرر الثالث موضوع التخطيط والمتابعة والتقييم وهو مهم جدا للاختصاص من ناحية كيف يتعلم الطالب ماهية الخطة الاستراتيجية، وكيفية وضع الأهداف الصحية ومتابعتها، ليتمكن من وضع المؤشرات الصحية المتعلقة بكل هدف صحي وطرق قياسها وإطارها الاستراتيجي .
وفي مقرر إدارة الجودة يتعلم الطالب ماهية الجودة ،مفهومها ،وعلاقة الشراكة مع الموردين، من حيث أدوات مراقبة الجودة، وكيفية ضبط العدوى بالمؤسسات والتي هي من البرامج المهمة في المؤسسات الصحية .
وأشارت الدكتورة فرعون إلى أن مقرر الاقتصاد الصحي يتناول مفهوم الاقتصاد الصحي،السوق مقابل سوق الرعاية ،أهمية الكفاءة والعدالة بهذا القطاع، ماهية التقييم الاقتصادي للتدخلات الصحية ،كما تضمن مقرر البحوث الصحية جزئين الأول يتعلق بتخطيط البحث الصحي، وتصميم البحوث والعينة وطرائق جمع البيانات، وفي الجزء الثاني يخص المفاهيم الأساسية للإحصاء والإحصاء الحيوي وتطبيقات الإحصاء في العلوم الصحية .
*التركيز على الاختصاص
وفي السنة الثانية سيكون الدخول في اختصاص الصحة العامة بشكل معمق من الناحية العملية إذ تركز المقررات على تعزيز الصحة العامة حيث التواصل والتثقيف المجتمعي، والرعاية الصحية الأولية، وبرامج الصحة الإنجابية عبر برامج الطفل واللقاح والصحة النفسية.
وأشارت الدكتورة فرعون إلى أهمية تعلم طلابنا كيفية السيطرة على الوباء من خلال معرفة التاريخ الطبي للمرض، وكيفية قياس المؤشرات الصحية ،مثل مؤشرات المرض،معدل الوفيات، استمرار الانتشار، كما يرى الطالب من خلال المنهاج المحددات الصحية وعوامل الاقتصار الأساسية المسببة للأمراض الوبائية ،ويتعرف الطالب أيضا على مفهوم السببية وعلاقة الأسباب بالنتائج.
وفي مقرر الصحة البيئية يبحث الطالب في سلامة الهواء والماء، وإدارة النفايات، وفي باب أهداف الصحة المهنية يطلع الطالب على كل مايتعلق بالأمراض المهنية ووسائل الوقاية الفردية والجماعية .
وبالنسبة للأمراض السارية هناك قسمان : وبائيات أمراض حادة تنتقل عن طريق التنفس،الماء،الدم والجنس،وكل الأمراض المعدية .فيما وبائيات الأمراض المزمنة سيلحظ الطالب كيف أنها تشكل عبئا على النظام الصحي وفي مقدمتها أمراض الضغط، والسكري، والكلا، إلى جانب أمراض الإعاقة والأمراض الوراثية .
ويبحث مقرر التغذية خطوات الترصد التغذوي، مفهوم الأمن الغذائي، وتغذية الفئات الخاصة،الحوامل،المرضعات المسنين.ويختتم الطلاب دراستهم في السنة الثالثة بإعداد الأبحاث والدراسات العملية من أجل التخرج.