بداية نقول: إن الامتحانات العامة للشهادات لهذا العام تسير في غير الاتجاه الذي كانت تسير عليه في السنوات السابقة ،إن من حيث الاسلوب الذي طرحته التربية انطلاقاً من وضع كاميرات في بعض المراكز الامتحانية وصولاً الى الاسلوب الذي وضعت فيه الاسئلة الامتحانية لجميع المواد وفق جدول مواصفات يراعي الصدق والشمولية ،كونها تبنى لقياس مدى تحصيل الطلاب ،كما وأنها تراعي الوزن النسبي لكلّ الدروس ،وفق مستويات التفكير المختلفة التي تبدأ من التذكر والفهم إلى التطبيق والتحليل والاستنتاج والتقويم ،وصولاً لمشاركة أساتذه من الجامعة وأساتذة من الميدان في وضعها ،كلّ ذلك باعتقادنا كان له الأثر الكبير في مدى تفاعل الطلاب مع العملية الامتحانية ايجاباً وسلباً على حدّ سواء ،وهذا ما لم يعتادوا عليه ،وبالتالي لم ينبهوا عليه اثناء العام الدراسي .
نعود لنقول :إن الامتحانات تسير حتى الآن بشكل فيه الرضا من البعض ،وامتعاض من البعض الآخر ،على الرغم من وجود الكثير من الاشكالات حول مسارها ،وعندما نقول اشكالات لا نأتي بجديد كون وزير التربية قالها بالفم الملآن حول ضبط مخالفات أثناء سير العملية الامتحانية في بعض مديريات التربية منها نشر نموذج الأسئلة لإحدى المواد بعد بداية العملية الامتحانية بفترة قصيرة ،وتم معرفة القاعات والمراقبين والمسؤولين عن هذا العمل الذي أُخل بالعملية الامتحانية وأخلاقيات المهنة ،وتم تحديد المسؤولية واتخذت العقوبات الرادعة بحق المخالفين من كف اليد والإحالة إلى القضاء المختص أو الصرف من الخدمة .
طبعاً ما تم اتخاذه من اجراءات انما يندرج تحت بند المتابعة الدقيقة من غرفة العمليات حيث تم كف يد 14 مدرساً من محافظات عدة لإخلالهم بالتعليمات الامتحانية ،ونسجل هنا للوزير تأكيده على أن نزاهة العملية الامتحانية وكفاءتها من أولويات عمل الوزارة ،وهذا بطبيعة الحال يتطلب من مديري التربية المتابعة المباشرة ومحاسبة كلّ مسبب للخلل أو متخلف عن المراقبة الامتحانية .
ونحن نتحدث عن قضايا الامتحانات لابدّ أن نشير الى أن مسألة المحاسبة لاتقتصر على المراقبين من مدرسين ومعلمين بل الطلاب الممتحنين تطالهم العقوبات اذا خالفوا التعليمات الامتحانية العامة ؛حيث تفرض إذا خالف الطالب التعليمات درجة الصفر في المادة ،وإذا ضبطت أوراق وكتب وكراسات ضمن ملابسه أو داخل المقعد أو بجواره تتعلق بمادة الامتحان أو بالأسئلة المطروحة للمادة أو وجدت كتابة واضحة ومقروءة (تثبت بالتقرير على أحد أعضاء جسده أو ملابسه) تكون عقوبته في حال لم يستفد منها يعطى صفراً في المادة ،وإذا استفاد مما ضبط معه من أوراق يحرم من دورته الامتحانية وتشمل الدورة الأولى والثانية للعام الدراسي الواحد ،اما إذا لوحظت حركات غير طبيعية منه وارتاب بوجود أدوات غش في حوزته يحرم من دورة امتحانية وتشمل الدورة الأولى والثانية إذا كانت الوسيلة تحوي ما يستفاد منه في الامتحان ،في حين يعطى درجة الصفر في المادة إذا كانت لا تحتوي ما يستفاد منه ،وإذا تكرر ضبط الأوراق أو تكررت مخالفته في أكثر من مادة يحرم دورة امتحانية للعام نفسه (الأولى والثانية) ،كما يعاقب بالحرمان في دورة امتحانية (الأولى والثانية) إذا أعطى غيره ورقة أسئلة تتضمن بعض المعلومات أو أوراقاً تتعلق بالأسئلة المطروحة .
بكلّ الأحوال الامتحانات تسير وفق ما هو مخطط لها رغم كلّ المنغصات التي تعترض بعض التلاميذ والطلاب ان من حيث صعوبة أو سهولة الاسئلة ،لكننا نتمنى أن تكون نهاياتها سعيدة للجميع .