الثورة – طرطوس – فادية مجد:
العمل التطوعي والمبادرات البيئية تعبير عن روح المسؤولية العالية والانتماء الوطني الذي يتجسد حباً وإيثاراً لبلدنا، وهذا ما جسده مختار حي ضاحية الباسل في مدينة طرطوس إبراهيم بدر أسعد ليكون نموذجاً يحتذى في المبادرات التطوعية والعمل البيئي، من خلال قيامه بإنشاء حديقة عامة على حسابه الخاص، لتكون واحة غنّاء ومتنفساً لأهالي الضاحية وغيرهم من الزوار.
“الثورة” التقت أسعد في الحديقة العامة التي أنشأها وكان الحديث عنها وعن مبادرات أخرى، حيث قال: منذ عام ٢٠١٠ أقمت في الضاحية، فراعني منظر الوادي المقابل للأبنية السكنية المليء بالقمامة والحشرات والأفاعي، والمنبعثة منه الروائح الكريهة، فقررت أن أحول ذلك المكان إلى واحة خضراء، ولهذا طلبت بداية من السيارات التي تحمل الردميات من حفريات البناء، أن تقوم بالتوجه إلى منطقة الوادي وتلقي الردميات فيها، حيث بلغ عدد النقلات حوالي ٥٠٠٠ نقلة تراب لمساحة تبلغ خمسة دونمات، وأرسل مجلس مدينة طرطوس الآليات من أجل تنظيمها للتمكن من زراعتها بالأشجار.
وأشار إلى أنه بعد ثلاث سنوات من العمل والإصرار على المتابعة تم إنجاز الردم الكامل لمنطقة الوادي، وقام بشراء مئتي غرسة على عدة دفعات من (الزنزرخت- الفوكس)، وزراعتها وسقايتها، كما قام مجلس المدينة بدعمه وإرسال صهاريج مياه عند الطلب، وقام بزراعة أشجار حول الضاحية (الشارع الرئيسي) حيث قامت البلدية بتقديم غراسها، موضحاً أن تلك المبادرات كانت قبل أن يكون مختاراً، حيث إنه ومكافأة للعمل والمبادرات تم تعيينه مختاراً لضاحية الباسل.
وبخصوص مبادرته لنظافة الحي والذي أصبح مضرب المثل للنظافة، حيث لا تجد قمامة متجمعة أو منثورة أو حتى كيس نايلون ملقى في الشوارع، ذكر أنه منذ بداية إقامته اعتبر أن نظافة حيه هي من نظافة منزله، ولهذا كان يقوم بتنظيف شارع حارته مواظباً على ذلك حتى بعد تعيينه مختاراً للحي، كما يحرص الأهالي ولجنة الحي على ذلك بالتعاون مع مجلس المدينة، بالإضافة إلى تحديد أوقات وضع القمامة في الحاوية المخصصة لذلك، منوهاً بتعاون الأهالي في مجال النظافة.
وعن الدافع لقيامه بتلك المبادرات لفت أنها جزء من رد الجميل لبلده الحبيب سورية، الذي أكل من خيراته وشرب من مائه، مؤكداً أنه لو باستطاعته زيارة كل بقعة من ربوع محافظات القطر لقام بحملة تشجير فيها.
وعن صفات المختار الناجح أشار إلى أنها تتمثل مجتمعة بالمحبة والغيرية والتسامح والكرم والإحساس العالي بالانتماء الوطني، وروح المبادرة والشجاعة والإقدام في اتخاذ القرارات، مؤكداً أن الختم لا يصنع المختار، بل الشخص نفسه هو الذي يجعل للمسؤولية التي أوكل بها المكانة العالية والاحترام، موضحاً أن مكتبه يكون حيث يكون هناك عمل.
أوضح أنه كانت له خلال أيام عيد الفطر الماضي مبادرة (كلنا أهل) دعا إليها جميع أهالي الضاحية والأحياء الأخرى بحضور رئيس مجلس المدينة وأعضاء المكتب التنفيذي وبعض الشخصيات الرسمية للتجمع في الحديقة العامة لنعيد من خلال ذلك التجمع الأهلي ذكريات الماضي الجميل، أيام آبائنا وأجدادنا، من حيث التجمع والانطلاق وتقديم التهاني والمباركات، كما ستكون هناك مبادرة أخرى قادمة ثالث أيام عيد الأضحى.
عدد من أعضاء لجنة الحي وسكان الحي الذين التقينا بهم ومنهم المهندس علي سليمان وأحمد الغر والعم أبو أسعد تحدثوا عن همة ونشاط مختار الضاحية وإخلاصه في العمل وحرصه بشكل يومي على النظافة، وكيف أنه يقوم بمنح ما يحتاجه أبناء الحي من سندات دون أن يأخذ أي مقابل مادي عليها، متحدثين لنا عن لهفته وغيرته لكل مرفق عام.
من جهتهم رئيس مجلس مدينة طرطوس القاضي محمد زين ومدير بلدية طرطوس المهندس مظهر حسن، وأمينة الفرقة الحزبية في ضاحية الباسل الرفيقة هند حمود أثنوا على سمعة المختار العطرة ونشاطه المميز ومبادراته التطوعية والذي هو خير مثال يحتذى لبقية المخاتير في العمل المخلص والمبادرات وخدمة أبناء حيه.
بقي أن نشير الى أن المختار ابراهيم أسعد قد تم تكريمه من قبل رئيس مجلس المدينة عام ٢٠٢١، ومن قبل مؤسسة (سورية قلب واحد، نبض واحد) ورئيس منظمة طلائع البعث بشهادة تقدير لنشاطه التميز، إضافة لاستضافته ٦ طلائعيين من فرع السويداء خلال مهرجان الطلائع الذي أقيم في محافظة طرطوس.