الثورة – نيفين أحمد:
ينشأ الطفل وهو يريد كل شيء ثم سرعان ما تزول هذه الصفة السيئة عنهم لكن يبقى بعضهم متصفاً بها ويعتقد الأطفال أن انتباه الجميع ينصب عليهم وأنهم هم “محور الكون” فلذلك يبدو الطفل أنانياً (يريد كل شيء لنفسه)
وفي لقاء مع الأخصائية المربية في المركز الإقليمي لتنمية الطفولة المبكرة شيرين شاهين لنقف عند هذا الموضوع أشارت في متناول حديثها بأن الأنانية هي سلوك طبيعي وخصوصا في مرحلة الطفولة المبكرة لأن الطفل اي شيء يطلبه يلبى ومن دون مقابل ، لذلك هنا يأتي دور الأهل من خلال تعزيز سلوك الأنانية بطبعه أو تحويله إلى سلوك إيجابي من خلال مشاركة الآخرين اللعب أو تكليفه بمهام للتعاون مع الأسرة هنا يبدأ هذا السلوك بالتلاشي رويدا رويدا، وكما نعرف الأب والأم هم القدوة فعندما يرى الطفل تصرفات والديه تدل على الأنانية تكون تصرفاته أنانية لأنه يكتسبها بطريقة غير مباشرة ، لذا يجب الانتباه لتصرفاتنا وخصوصا أمام اطفالنا، مبينة أن هناك أخطاء ترتكبها الأمهات والآباء مع الطفل.
وتطرقت شاهين إلى أن أسباب الأنانية لدى الطفل عديدة وأهمها الأم عندما تعطي الطفل كل شيء يطلبه وقد تسحب لعبة من يد غيره وتعطيها له، كما أنها تفرط في التدليل ودائماً ما نرى الطفل الأناني يمسك شيئين في يديه وربما احتاج واحدة ويرمي الثانية على الأرض، والسبب برأيها أن الأم تدلله وتقدم له كل ما يطلبه مع زيادة من باب حبها له، فينشأ وهو يريد كل شيء.
والأمر الآخر أيضا هو الإهمال الزائد له أهمية كالدلال ويخلق سلوك الأنانية لذا يجب أن يكون هناك توازن في الحالتين.
ونوهت المربية إلى أن هناك أخطاء كبيرة ربما يرتكبها الأهل منها عدم تعليم الطفل فضيلة التسامح والتعاطف مع الآخرين ما يؤدي لسلوك الأنانية لديه فنزعة التعاطف مهمة جداً ، كما أن الغيرة من الأسباب الرئيسية للأنانية.
وأشارت شاهين إلى أن الطفل عندما تلبى كل طلباته يصبح لديه اكتفاء ذاتي وبالتالي يبتعد عن مشاركة الآخرين في اللعب أو أي شيء آخر.
كما أكدت أن موضوع توفير الحماية الزائد عندما يتعرض له الطفل حيث يقوم الأهل بحل المشكلة أو الموقف وهذا شيء يعد خطأ من وجهة نظرها لأننا في هذه الحالة لم نسمح لطفلنا أن يختبر الحياة أو الموقف ويعتمد على نفسه في حل مشاكله فيصبح طفلا غير قادر على تحمل المسؤولية وبالتالي يتطور سلوك الأنانية لديه ،فتعويد الطفل على حب المشاركة في العمل الجماعي يساعد في العلاج والتخلص من هذه الصفة وعدم إهانة الطفل أو ضربه ومعاقبته حين يستأثر بأي شيء لنفسه.
*طرق العلاج
وعن طرق العلاج لسلوك الأنانية أكدت شاهين على أهمية زرع الحب والتعاون وتكليفه بمهام ضمن المنزل تجعله يشعر بالمسؤولية وأكدت على ضرورة تسجيله بنواد ونشاطات يحبها لكي يكون لديه أصدقاء ويكون طفلا اجتماعيا ينخرط مع جميع المستويات والنماذج المختلفة ،كما نوهت إلى ضرورة الثناء على أي موقف إيجابي لأن الطفل الأناني يحب الثناء عليه ويجعله يتخلص من هذا السلوك .
لعل قراءة القصص التي تخص سلوك الأنانية من الأمور المهمة حسب توصيف شاهين لأنها تجعله يضع نفسه في نفس الموقع .
وأكدت في حديثها على أن الطفل عندما يكبر قليلاً ويكتشف الحياة من حوله يركز على سلوكه الخاص ومظهره من أجل التوافق مع المجتمع وعادة ما يطلق الخبراء على هذه المرحلة التنموية اسم “الجمهور الخيالي” حيث يظهر الطفل حبه رغبة منه لتسليط الضوء عليه .
ولفتت شاهين إلى أن التعنيف هنا للطفل والعنف الأسري من الممكن أن يسببا نتائج عكسية ويظهر الطفل الأناني الذي يريد أن ينجو بنفسه فقط ،وكذلك الشعور بالغيرة وشعور الطفل بأنه مهمل ومهمش في الأسرة أيضاً يؤثر سلباً على سلوكه لذا يجب في هذه الحالة التعامل بلطف لكي نصل لنتيجة إيجابية .
وختمت حديثها بفكرة مهمة و ضرورية وهي أن تقوم الأم بتمثيل ما فعله الطفل من موقف يدل على حبه لكل شيء لنفسه فتقوم الأم بدور الطفل الذي وقع عليه تصرف الابن السلبي الأناني ثم تسأل الأم ابنها عن مشاعره لو كان في نفس الموقف وعليها أن تنتظر ردود فعله وإجابته وهنا تستطيع أن تصل لحل المشكلة بطريقة سلسة .