الحرب في أوكرانيا كانت اضطرارية لحماية روسيا أمنها القومي، ضد غطرسة أميركا التي أرادتها قاعدة أميركية تهدد بها روسيا.. هل يمكن لنشوب هذه الحرب أن تكون شرارة يقظة للعقول العربية الجافة، فتحرك فيها الحياة وفرصة لاستفاقة قيادات الأمة لحماية شعوبها.
هل تتحرك قيادات العرب لاتخاذ إجراءات كفيلة تحمي شعوبها.. مستفيدةً مما يحدث حولنا والعالم. أول طرق حماية الشعب العربي في أقطاره، لا بد يكون في ترسيخ الوعي لما يحدث، بإلغاء فرضية الحاجة للمنتج الغربي لتأمين حاجاته الحياتية اليومية.. باعتماد المقدرات المحلية.
هل تستيقظ جامعة الدول العربية الموقرة لتحقيق الهدف الذي نشأت من أجله، فتتخذ إجراءات جدية تسعى لتكوين اقتصاد عربي تكاملي، يضفي على حياة الشعب العربي أمناً واستقراراً في مواجهة انهيار بعض الاقتصاد العالمي. ما يؤثر على دول العالم ونحن جزء من هذا الكوكب.
وبذلك تكون حصانة الأمة من مغبة الوقوع في الحرج الاقتصادي، وفقد أساسيات المعيشة والصحة. وتخفيف عبء الغلاء وشح المواد الاستهلاكية والوقود، وتقليل ضغط الحصار أحادي الجانب المنافي للشرعية الدولية على سورية وبعض الدول العربية فتسترد الأمة هيبتها.
هذا يمنح الحكومات العربية القوة أمام شعبها.. ويمنحها القدرة لمد جسور الود على الساحة الدولية. ويبعد عنها شبح الحروب البينية. التي يشعلها عود ثقاب إن وقع بيد عميل خائن، أو مستعمر بغيض يتجرع دم أبناء شعبنا، مهما كانت هويته أميركياً، غربياً، عربياً هو مجرم.
هل نتيقظ لجعل الأزمة الحالية فرصة يستثمرها العرب، ليكوّنوا نهجاً اقتصادياً تكاملياً لحياة مستقبلية. ما يخفف معاناة الأمة وشعبها، مستفيدين من القوة الناهضة للجارة إيران، درساً وعبرة. دولة محاصرة يحسب لها الآن ألف حساب، وهي تنافس على وجودها وحياة شعبها..
هل يمكننا أن نحب أرضنا وبلادنا فلا تهون علينا، حتى لا نقع في فخ المستجير من الرمضاء بالنار. ما يمكّننا تخفيف عبء انهيار الاقتصاد العالمي علينا.. الذي لم تتأثر به سورية وقت اختناقه في بداية العشرية الثانية من هذا القرن. ولعلها كانت واحدة من أسباب الحرب علينا..
هل لنا أن نكون أسطورة للنهضة الاقتصادية، وإعادة بناء الوطن بمفاصله باعتمادنا بقايا مقدراتنا وتنميتها، كما كنا أسطورة في الصمود لأكثر من عقد زمني، أفشل مخطط شرق أوسط رايس وفوضاها الخلاقة في سورية، باعترافها في مقال كتبته مع روبرت غينتس وزير دفاع بوش.
هل لنا أن نمتلك زمام فرصة الوضع الحرج للكيان الصهيوني، رغم أنه يعزف على الوتر الأميركي، ويحاول تغيير قواعد الاشتباك. ظناً أنه يعطي رسائل للعالم أنه سيجهض ثورة غضب الداخل الفلسطيني باعتدائه على دول المقاومة التي تدعمه.. وتزداد منعة وقوة..
كم آلم عدونا الصهيوني لقاء الرئيس بشار الأسد، حتى اعتدى ليلتها على مطار دمشق الدولي.. ضربات تخريبية للبنى التحتية؛ يحاول الصهيوني بها الرد على الجيش السوري الزاحف لردع القوات التركية، التي تحاول قضم بعض ترابنا. مانحاً الإرهابيين والعملاء جرعة تحريض..
محاولة تحقيق حلم أردوغان في منطقة عازلة تكون حاجزاً شمالياً، هي منحة للصهيوني قبل التركي، تبعد عنه شبح خشيته كسر عنجهيته جنوباً. كلاهما محتل تجمعهما العداوة الأزلية ضد سورية الحرة. ويقلقهم الإبقاء على الاتفاق النووي الإيراني..
أما الرئيس الأوكراني الصهيوني المتزمت لصالح الجالية الصهيونية في أوكرانيا، فيستمد بعض قوته من المساعدات التي يقدمها الصهاينة من فلسطين المحتلة، لدعم مواقفه، حيث فيها ثاني نسبة تواجد يهودي في العالم بعد الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة.