الثورة – ميساء الجردي:
إن طريق معالجة المشكلات التي تعاني منها المرأة وخاصة موضوع العنف يبدأ من تغيير العادات والأعراف الضارة، وتأمين الخدمات الأساسية لتحسين المستوى التعليمي والصحي والمعيشي لها ولأسرتها من خلال التعاون بين كافة القطاعات المعنية بحقوق المرأة.
في سورية تخصص جهات حكومية وجمعيات أهلية برامج عدة للنساء وخاصة الناجيات من العنف أو النساء المعيلات. منها أنشطة توعوية وبرامج لإعادة التأهيل من مختلف النواحي وأخرى للتمكين. وخاصة بعد الظروف القاسية التي أفرزتها الحرب على سورية. وليست وحدة حماية الأسرة التي أنشأتها الهيئة السورية لشؤون الأسرة عام 2017 إلا خطوة هامة في هذا التوجه. تؤكد المهندسة سمر سباعي رئيس الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان على أن الوحدة تعمل على تقديم مختلف أنواع الدعم والاحتياجات للنساء ولأسرهن ومساعدتهن لأخذ حقوقهن بشكل كامل. وتشير سباعي إلى أن وحدة حماية الأسرة تستوعب حالياً نحو 80 نزيلة كإقامة داخلية ويجري استقبال أطفالهن أيضا كما أن الخدمات تقدم للنساء ضمن الأسرة عبر عيادات خارجية عن طريق وضع خطة للحالات المتوسطة منهن بحيث يمكن مراجعة الوحدة والحصول على دعم نفسي أو استشارة قانونية وصحية إضافة لإدماجهن في التدريبات المهنية.
مشيرة إلى وجود مركز طبي رديف للوحدة يقدم خدمات طبية للنساء والأطفال وخدمات دعم نفسي، إذ إن العمل مستمر في كافة المحافظات لأن المسألة تتعلق بالأسرة السورية بعد حرب دامت أكثر من 11 عاما وبالتالي الجهود ستكون كبيرة ولم يتم الوصول إلى كل الناس فهناك الكثير لا يعلم ما هي وحدة حماية الأسرة وما الخدمات التي تقدمها.
ولفتت سباعي أن العمل مستمر بالتوازي بين التعريف بالوحدة وبين جودة الخدمات التي تقدمها، فالمساران متلازمان معا والهدف الخروج بأسرة ممكنة سواء كانت إقامة داخلية أو رعاية خارجية.
الدكتورة ربا ميرزا عضو مجلس إدارة هيئة شؤون الأسرة والسكان من مكتب المرأة بينت أن مركز حماية الأسرة هو عمل مجتمعي كبير جدا يتشارك فيه الجميع بالعمل على ضرورة التعريف به وهو يقدم خدمات عالية. إلا أن المشكلة حاليا بأن المعرفة بهذا المركز قليلة في المحافظات وعليه فإن الاهتمام ينصب اليوم بالتعريف بوحدة الحماية وهو أمر مهم بهذا الوقت لكي تتمكن النساء من التعرف على الخدمات التي تقدمها الوحدة وكيفية قبول الحالات المعرضة للعنف والتعريف فيها في المحافظات وكيف يمكن للمرأة المعنفة أن تصل إلى هذه الوحدة وما هي شروط استقبال النساء.
وأشارت ميرزا أن إطلاق حملة لا تسكتي الخاصة بالنساء المعنفات بدأت بشهر واحد في جميع المحافظات السورية، حيث يتم نشر التجربة والاستماع إلى آراء المشاركين وتحديد المنظمات العاملة في هذا المجال الأمر الذي يقوي العمل ويحدد المسارات بجودة أكبر.
ريما عمري رئيس مجلس أمناء مؤسسة المرأة السورية للتنمية بينت أن المؤسسة تهتم بكل أمرآة سورية من ربة منزل إلى أعلى سلطة تشريعية وخاصة بعد الحرب وما أفرزته من ارتفاع كبير بعدد النساء المعيلات وحاجتهن للتمكين من خلال تدريبها على مهنة تحبها وتدفعها للاعتماد على نفسها. مشيرة إلى أهمية القيام والمشاركة بورش العمل والمؤتمرات مع جهات مختلفة حكومية وأهلية لتقوية العمل المجتمعي والتشبيك على الأرض حيث تصبح الأمور أوضح والمعرفة أكبر حول القضايا التي تعاني منها المرأة
تصوير – زياد فلاح