يحفل تاريخ الموسيقا في سورية بعدد كبير من الفنانين الذين دمغوا إبداعهم في مسيرة هذا الفن، فسورية كانت ولاتزال أرض الأبجدية وأول نوتة موسيقية عرفها العالم.
اليوم نحتفي معاً بمهرجان تقدمه “مديرية المسارح والموسيقا” تحت شعار (تحيا الموسيقا) على مدى ثلاثة أيام لنؤكد من خلاله أن الموسيقا هي لون من ألوان التعبير الإنساني، وأن السوريين نبع من العطاء وقد استطاعوا من خلالها التعبير عن خلجات القلب ونبضات الروح التواقة للموسيقا الراقية والهادئة.
فالموسيقا ليست مجرد أنغام وألحان، بل هي وسيلة تواصل لالتقاء الذهن والروح، وهي أيضاً وسيلة فاعلة اجتماعية وتربوية تساهم في تنمية الحس والوعي الشخصي، ناهيك عن دورها في إدخال البهجة إلى النفوس وهذا مالمسناه في هذا المهرجان وغيره مما يقدمه السوريون.
لاشك في أن تنوع المهرجانات هام وضروري، فالسوريون وحدهم يعرفون كيف يرسمون البهجة ويحتفون بالحياة، ويصنعون منها الفرح والأمل، فالثقافة استثمار طويل الأمد، وهناك من سيجني هذا الزرع المفيد لأبنائنا في المستقبل القريب، فما أحوجنا للموسيقا التي تساهم في السمو وفي التبادل الثقافي والحضاري وتكوين الصورة المشرقة عن السوريين الذين ملؤوا الدنيا بفنهم وعطائهم ورسالتهم التي ستبقى عالية لأنها ثقافية فنية جمالية تحمل صورة ومضموناً رغماً عن كل الظروف المحيطة.
ما نتمناه بحق عودة المهرجانات التي تنعش المكان والقلوب والتي نخرج منها بحصاد وفير من التجارب التي اطلعنا عليها، لا أن تكون طقساً احتفالياً لايكاد يبدأ حتى ينتهي حين يغادر المدعوون!!.