أينما حامت غربان الإرهاب والجشع الأميركية فثمة خراب حاصل وثمة أزمات وفوضى محدثة، واينما حددت واشنطن إحداثيات أطماعها ورغبتها بتوسيع نفوذها أو استشعرت مخاطر أفول هيمنتها فثمة تسعير لجبهات اقتتال وتأجيج لنيران حروب، هذه قاعدة ثابتة في السياسة الأميركية لم تتخل عنها إداراتها المتعاقبة للتسلط وجلد العالم بأسواط التحكم ونهب ثروات الدول ومصادرة أمن الشعوب.
بين الشرق والغرب وعلى اتساع رقعة دولهما تدحرج أميركا كرة إرهابها سواء العسكري أم الاقتصادي المتمثل بالحصارات الخانقة والعقوبات الجائرة لشل قدرات الدول على الثبات في وجه سيوف غطرستها العدوانية المشهرة على الملأ الدولي.
“من ليس معنا فهو ضدنا ” ومن لا يمتثل لجبروت السطوة الأميركية يحشر في خانة العداء، وتنهال عليه سهام العربدة، بتلك المقولة وسعت واشنطن جغرافيا جبروتها وسارعت الكثير من دول الارتهان لحجز مقاعد لها في قطار حروبها العابر للقارات.
هذا الشعار الذي درجت عليه أميركا في فرزها لولاءات الدول وتبعيتها وتصنيفها على مقاس من يخدم مصالح أميركا وينفذ أجندات تعدياتها، هو بالحقيقة فارغ من مضمونه الحقيقي، ولا يمنح حصانة منع تعديات أميركية حتى لمن وقعوا صكوك ارتهانهم، فواشنطن لا يهمها حلفاء شرورها رغم انبطاحهم المذل وهم لديها مجرد أوراق سياسية في لعبة مصالحها تفردهم على طاولة مساوماتها لجني مكتسبات او فرض ضغوط وترمي بهم في محرقة تبعيتهم وتطعنهم في مقتل انصياعهم الصاغر حين انتهاء مهامهم الوظيفية.
من قسد إلى النظام التركي إلى كييف ودول الاتحاد الاوروبي كلهم أدوات مرحلية ترسم واشنطن برماد احتراقهم على تخوم سطوتها جغرافيا نفوذها وغطرستها العدوانية.
في الجعبة الأميركية مازال هناك مخزون من إرهاب تتنوع سيناريوهاته بين حصار وعربدة عسكرية ولصوصية، وفيروسات وأوبئة، فهل حديث بايدن عن وباء جديد سيكتسح العالم من قبيل الدعابة السياسية؟! وهل جولته المزمعة بمنطقتنا إلا لإشعال حرائق جديدة؟.
