التغيرات المناخية تفرض تحدياتها

الثورة – لينا شلهوب:

تعتبر التغيرات المناخية واحدة من أخطر وأكبر التحديات البيئية التي يواجهها العالم، ولها منعكساتها السلبية على التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، من هنا لابد من إيلاء الأهمية الكبرى لمثل هذه الظواهر والحديث عن أن هذه التغيرات المناخية لم تعد متوقعة أو محتملة.. إنما بتنا نعيشها، والسعي باتجاه زيادة التحريج واللجوء إلى الزراعة الصناعية وبناء السدود ومد شبكات الري، ووضع تشريع لحماية البادية وبرامج لحماية الغطاء النباتي والحفاظ على المحميات الطبيعية والاهتمام بها.
وفي هذا السياق، أكد معاون وزير الإدارة المحلية والبيئة المهندس معتز دوه جي أنه يتم العمل على تشكيل تحالف وطني يخص جميع الجهات المستفيدة من موضوع التنمية، مع العمل على توحيد مختلف الجهود المبعثرة لتصبح عملا مساعدا ومؤثرا، مع رصد الواقع البيئي الحالي والتنبؤ بالقادم، من خلال جمع البيانات البيئية التي تتم بشكل يومي، وسيدعم ذلك بنك المعلومات في الوزارة وهو المرصد الوطني البيئي، عبر تقديم البيانات الإحصائية التي تسجل في هذا المجال للاستفادة منها، مشيراً إلى أن هذه الظواهر البيئية تشكل تحدياً كبيراً، إذ لا يمكن التحكم بها أو التخفيف من شدتها بشكل آمن، ولا يمكن تغيير مسارها، وتعود أسباب حدوث العوامل المناخية إلى: النشاط البشري، وطبيعة التربة الهشة، وتناقص الغطاء النباتي، والرياح والاحتباس الحراري..وغيرها من العوامل، في ظل انشغال العالم بالصراعات والمشاريع الاقتصادية والإنتاجية، متجاهلين النتائج البيئية التي تنتج عنها، لذا لابد من مكافحة أسباب الظاهرة والمتمثلة: بمكافحة التصحر، التقليل من آثار الجفاف، التوسع بمشاريع الأحزمة الخضراء، مع ضرورة بناء القدرات حول سبل التصدي للآثار الناجمة عن هذه العواصف، لأن كل ذلك محرك رئيسي للكوارث الطبيعية.
وأوضح معاون الوزير أننا بتنا نشهد تغيرات وظواهر مناخية غير مسبوقة من ارتفاع بدرجات الحرارة، وحالة من عدم الاستقرار، وحدوث ظواهر مناخية متطرفة لجهة انحباس الهطول المطري، أو الأمطار، أو تشكل فيضانات تسبب الأضرار والسيول وانجراف التربة، إضافة للعواصف الغبارية، ﻻفتاً إلى أن معالجة هذا الموضوع يكون عبر تضافر الجهود الوطنية جميعها وكل حسب اختصاصه.
وتطرق لوجود مشروعين تنفذهما الوزارة بالتعاون مع الهيئة العامة للاستشعار عن بعد، والمديرية العامة للأرصاد الجوية، والهيئة العليا للبحث العلمي، بموجب مذكرات تفاهم وقعت مع نهاية العام 2019 ومؤخراً تم إشراك وزارتي الزراعة والإصلاح الزراعي والموارد المائية، لافتاً إلى أن المشروع الأول يركز على أثر التغيرات المناخية على الحياة الاقتصادية والموارد الطبيعية والبشرية، أما الثاني فهدفه مراقبة ودراسة العواصف الغبارية وآثارها على مناحي الحياة البشرية والطبيعية.
مبيناً أننا نقترب في سورية إلى حالة استقرار في هذه الظاهرة للأسف، والتي هي أقرب للتصحر، ناهيك عن الاحتباس وتدهور الغطاء النباتي، والمنطقة الأكبر والأكثر تدهوراً هي منطقة البادية ومع ذلك هي شبه خالية من المراصد، لذا ﻻبد من التدخل ووضع سياسات تخدم هذه الحالة، إذ هناك 9% من مساحة سورية أصبح فيها واقع سيء (واقع حراري).
ويوجد مناطق بحاجة لرعاية خاصة وسياسات تدعم ذلك، فيها 1256 تجمعاً عمرانياً، يقطنها أكثر من 2.5 مليون سوري، يعيشون بتأثير مباشر وشديد من منعكسات هذه التغييرات، وخاصة في الجهات الشمالية والشرقية ومنطقة البادية.
خطوات مطلوبة..
توسيع خارطة المعنيين والشركاء، والاستفادة من جميع المدخلات من أجل فهم أعمق وشامل لمنعكسات التغييرات المناخية على:
– الأراضي الزراعية (الإنتاج الزراعي بشقيه النباتي والحيواني).
– التجمعات العمرانية والسكان.
– العمل على رفد المرصد البيئي في وزارة الإدارة المحلية والبيئة بمختلف البيانات والمعلومات ذات الصلة من قبل جميع الشركاء (القطاع العام-الخاص- الوحدات الإدارية- النقابات والجمعيات، وكذلك بيانات المنظمات الدولية).
– إعداد خطة عمل متكاملة ومشتركة على المدى القصير والمدى المتوسط بما يعزز صمود هذه المدن وإعداد أساليب التحويل الممكنة.
– تأمين الدعم للسكان وللوحدات الإدارية في مناطق التأثير الشديد والمتوسط (البنية التحتية- خدمات النظافة- الطاقات المتجددة- سبل العيش المرنة).
والأهم.. العمل على تأهيل وتدريب الكوادر على قراءة هذه الظواهر، وتحميل الصور الفضائية وقراءتها وفق أحدث البرامج والتطبيقات على النمذجة وصولاً إلى القدرة على التنبؤ في سلوك هذه الظواهر، وصولاً إلى وضع التوصيات أمام متخذ القرار لتحاشي الآثار السلبية أو للتأقلم معها بأقل أضرار ممكنة، وللتخفيف من الآثار السلبية للتغيرات المناخية التي تستدعي تحركاً سريعاً وتضافراً للجهود محلياً وإقليمياً وعالمياً، لأن خطورة التغيرات المناخية تكمن في الآثار المدمرة التي تنتج عنها، والتي بدأ العالم
يعاني منها واقعياً ولن تكون أي دولة بمنأى عن آثارها التي ستؤدي إلى التدهور البيئي وظهور التأثيرات المحتملة لهذه الظاهرة.

آخر الأخبار
"أفراح الكرامة"... فسيفساء فنية تحتفي بالهوية السورية أيام وزان ريتا حلبي في تجربة أداء "ملف نفسي" الرواية والسينما.. تقاطعات الإبداع وجدليّة التحويل استقالة الحاج عمر من إدارة جبلة قمة فوق سوريا... مسيرات تلتقي والشعب يلتقط الصور لكسر جليد خوف التجار..  "تجارة دمشق" تطلق حواراً شفافاً لمرحلة عنوانها التعاون وسيادة القانون من رماد الحروب ونور الأمل... سيدات "حكايا سوريا" يطلقن معرض "ظلال " تراخيص جديدة للمشاريع المتعثرة في حسياء الصناعية مصادرة دراجات محملة بالأحطاب بحمص  البروكار .. هويّة دمشق وتاريخها الأصيل بشار الأسد أمر بقتله.. تحقيق أميركي يكشف معلومات عن تصفية تايس  بحضور رسمي وشعبي  .. افتتاح مشفى "الأمين التخصصي" في أريحا بإدلب جلسة حوارية في إدلب: الإعلام ركيزة أساسية في مسار العدالة الانتقالية سقوط مسيّرة إيرانية بعد اعتراضها من قبل سلاح الجو الإسرائيلي في  السويداء.. تصاعد إصابات المدنيين بريف إدلب تُسلط الضوء على خطر مستمر لمخلفات الحرب من الانغلاق إلى الفوضى الرقمية.. المحتوى التافه يهدد وعي الجيل السوري إزالة التعديات على خط الضخ في عين البيضة بريف القنيطرة  تحسين آليات الرقابة الداخلية بما يعزز جودة التعليم  قطر وفرنسا: الاستقرار في سوريا أمر بالغ الأهمية للمنطقة