الثورة – حلب – جهاد اصطيف :
تحت شعار ” لا للمخدرات .. نعم للحياة” نظمت قيادة شرطة محافظة حلب بالتعاون مع جامعة حلب ندوة توعوية بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات والإدمان على مدرج كلية الطب البشري في الجامعة.
وأوضح اللواء ديب مرعي ديب قائد شرطة محافظة حلب خلال كلمته حول الندوة التوعوية أن هذه الآفة باتت مصدر قلق للمجتمعات الإنسانية نظرا لآثارها السلبية على الفرد والمجتمع وما تلحقه من أضرار صحية وإجتماعية واقتصادية، وهي من أخطر الظواهر التي تساعد على ارتكاب الجرائم بمختلف أنواعها، مبينا أن هذه الظاهرة تستهدف بالدرجة الأولى فئة الشباب ” أمل المستقبل ” ، لذلك يتطلب منا استنفار كافة الجهود في سبيل مواجهة هذه الظاهرة واتخاذ التدابير الفعالة للحيلولة دون انتشارها وملاحقة من يروج لها أو يتعاطاها ووضع البرامج التأهيلية والخطط لمعالجة المدمنين وسن القوانين الرادعة بحقهم وتوقيع الاتفاقيات وإقرار المواثيق الدولية المتعلقة بهذا الشأن.
كما بين اللواء قائد الشرطة أن سورية وبشهادة المجتمع الدولي وهيئاته المتخصصة تعد بلداً نظيفاً من زراعة وإنتاج وتصنيع المخدرات، سواء أكانت طبيعية أو صناعية ، وتصنف عالما بأنها بلد عبور بحكم موقعها الجغرافي على خطوط التهريب الدولية بين الدول المنتجة المستهلكة، منوها أن هذه الظاهرة لا تشكل مصدر قلق لدينا لتدني نسب المتعاطين ، ورفضها مجتمعيا واعتبارها دخيلة علينا وتتعارض مع قيمنا الدينية والأخلاقية والعادات والتقاليد المترسخة في مجتمعنا، وكذلك الدور السوري المهم في دعم جهود المجتمع الدولي لمكافحة الجريمة عموما وجريمة المخدرات خصوصا، ورسمها السياسة العامة حول هذه الظاهرة وأسس مكافحتها والوقاية منها، كاشفا أن السلطات المعنية وفي مقدمتها وزارة الداخلية تبذل قصارى جهدها وتقف بالمرصاد لمحاولات تجار المخدرات والمدمنين حفاظا على نظافة سورية منها وتحصين المجتمع ضد شرورها وويلاتها المأساوية .
وكشف عن أنه ومنذ بداية العام الحالي وحتى تاريخه تم توقيف أكثر من ” ٧٢٠ ” مطلوبا ومتعاطيا ومروجا وتاجرا ، ومصادرة كمية ” ٣٢٧٠٠٠ ” حبة مخدرة مختلفة الأنواع و” ٩٢٥ ” ابرة مخدرة ، و” ٥٣٠١٨ ” حبة أجنبية المنشأ ، و ” ٥٠١٤ ” أنبولة أجنبية المنشأ، و ” ١٩ ” غراما من مادة ” الأتش بوز ” المخدر وأكثر من ” ٣٢٥ ” كغ من مادة الحشيش المخدر، وأن هناك ازديادا في إساءة استخدام المواد المخدرة ، خاصة الأدوية ذات التأثير النفسي أو المهدئ الأمر الذي يتطلب بذل المزيد من الجهود على الصعيد الوطني لتوفير حياة آمنة من أخطار المخدرات لأجيالنا القادمة.
بدوره الشيخ مصطفى دهان رئيس دائرة الإرشاد والتوجيه في مديرية أوقاف حلب تحدث عن الآثار الضارة للمخدرات التي تلحق بالإنسان ومخاطرها على الأسرة والمجتمع ، وكذلك تحريمه شرعا، وضرورة مكافحة هذه الآفة وتحمل المسؤولية كل حسب موقعه.
فيما قدم القاضي خالد سعيد رئيس محكمة استئناف الجنح شرحا وافيا عن قانون المخدرات والعقوبات التي تلحق كل من حاز أو باع أو تاجر بها، والأضرار التي تلحق بالمدمن سواء بصحته أو أسرته أو مجتمعه والأثار المدمرة على الاقتصاد الوطني.
كما تحدث الدكتور محمد قاسم العبدالله رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية في جامعة حلب عن ظاهرة المخدرات كظاهرة عالمية، ودور جامعة حلب التربوي والتوعوي في هذا المجال ، وأهمية يوم ٢٦ حزيران كونه اعتبر يوما عالميا لمكافحة المخدرات والإدمان ، نظرا لما تشكله هذه الظاهرة من خطورة على الفرد والمجتمع .
أما الدكتور بسام الحايك المدير العام للهيئة العامة لمشفى ابن خلدون فقد نوه إلى أن عدد المعالجين خلال العام الماضي بلغ نحو ” ١٤٠ ” داخل المشفى منهم ” ١٢ ” مريضة و ” ١٦٩٣ ” مريضا و” ٢٦٨ ” في العيادات الخارجية ، حيث تم تأهيلهم عبر أنشطة علاجية شملت العلاج الدوائي والنفسي والتأهيل الرياضي مع العلاج الوظيفي بالتعاون مع العديد من الجهات المعنية.
هذا وتخلل الفعالية عرض فيلم توثيقي حول العديد من الحالات التي شفيت من هذه الأفة الخطرة وفيلم أمر يظهر جهود وزارة الداخلية في القبض على المتعاملين مع المخدرات.
تصوير خالد صابوني