الثورة -ظافر أحمد أحمد:
يسوّق نظام أردوغان مقولته (المخاوف الأمنية لتركيا على حدودها الجنوبية ومخاطر الإرهاب عليها)، وهي مقولة للتغطية على مخططه الاحتلالي في الشمالين السوري والعراقي..، فالحقيقة أنّ المخاوف المشروعة هي للدول المجاورة لتركيا بسبب أنّ الخطر الأكبر على حدودها يأتي من الجانب التركي ذاته.
وإذا كان هذا الموضوع بحاجة إلى أدلة يكفي التذكير بعلاقة نظام أردوغان بداعش، والتذكير بتصريحات لمسؤولي حزب العدالة والتنمية في بداية ظهور داعش بأنّه لا يشكل خطراً على تركيا، ووجود تقارير لجهات تخصصية أكدت قيام نظام أردوغان بتقديم دعم وتدريب وتسهيلات لهذا التنظيم، وما انكشف من تأسيس شركات ومكاتب تابعة لداعش داخل اسطنبول، وصولاً إلى أوضح علاقة تركية – داعشية تمّت على حساب النفط السوري المسروق، الذي كان يعبر تركيا خلال سنوات سيطرة داعش على آبار الجزيرة السورية، فشكل مصدر تمويل كبير لداعش أمّنته الرعاية التركية لهذه السرقة الموصوفة..
هذا النظام الذي شكل حلفا سياسيا سريا مع إرهاب داعش وحلفاً تجارياً مكشوفا لعدة سنوات، لا يملّ من الحديث عن مخاطر الإرهابيين على حدوده الجنوبية، بينما سبق الإرهابيين في أفعاله الشريرة ويكشف عن مخططه في التغيير الديموغرافي الذي بدأ في تطبيقات واضحة على أراض سورية..
ومن اللافت أن وسائل إعلام في دول نافذة تمرر مقولة المخاوف الأمنية لتركيا من دون النظر بحقيقة المخاوف الناجمة عن الاحتلال التركي لمساحات في الشمالين السورية والعراقي..
وقد آن الأوان كي يطلب من نظام أردوغان ضبط حدوده كي لا تكون مصدر تصدير لإرهابيين من متعددي الجنسيات، ولتنظيمات إرهابية يتم تجميل أفرادها على أنّهم معارضة سورية، وهذا أجدى تحصين لحدود تركيا الجنوبية إذا كانت هي موضع النقاش، فمن يريد حماية حدوده يعزز قواته العسكرية والأمنية داخل أراضيه وليس في أراضي الغير.. ، ومن أسهم ويساهم في خلخلة أمن دول الجوار وارتبط ويرتبط بداعش وبتنظيمات إرهابية أخرى لا يحق له أن يتحدث عن مخاوف أمنية على حدوده خصوصا تجاه ملفات يمكن حلّها بطرق غير الطرق التي يسلكها أردوغان المتخم بعثمانيته وأحلامه التمددية على حساب جغرافيا الدول المجاورة لتركيا.
ولا بد من لفت نظر كل من يسمع بمقولة المخاوف الأمنية التركية إلى أنّ بسط سيطرة الدولة السورية على كامل جغرافيتها في الشمال والشرق، فضلاً عن أنه حق سوري مشروع، هو أجدى استقرار أمني في تلك الجغرافية الساخنة وأجدى بيئة للقضاء على “مهنة” الارتزاق التي يجد فيها الاحتلالان الأميركي والتركي وسيلة لخلخلة الجزيرة السورية والشمال السوري، أمّا ترسيخ أيّ احتلال أو تنظيمات وفصائل تتشارك مع الاحتلال ما هو إلاّ فوضى وتخريب لا تسلم أيّ دولة في المنطقة من منعكساته وارتداداته.
السابق
التالي