منافسات تحدّي القراءة العربي بموسمه السادس لم تنتهِ عند إعلان أسماء الفائزين على مستوى الجمهورية العربية السورية واختيار ممثّل لسورية في التحدّي على مستوى الوطن العربي، بل هي مستمرة بمكتسبات تلك التجربة ومفرزاتها التي خلقت فرصة تواصل ذهني وفكري بين أبناء الجيل الجديد من أطفال وناشئة وشباب….
أكثر من ستين ألف طالب وطالبة شاركوا في تحدّي القراءة وبحسب مراحل المنافسة والتحدّي الخمس وجوازاتها الأحمر والأخضر والأزرق والفضّي وصولاً إلى الذهبي يتعيّن على كل متسابق قراءة وتلخيص خمسين كتاباً باللغة العربية، عشرة كتب لكلّ مرحلة مايعني أن أكثر من ثلاثة ملايين كتاب تمّت قراءتها خلال مراحل التحدّي…
من يسيطر على الحاضر يسيطر على الماضي ومن يسيطر على الماضي يسيطر على المستقبل، وهؤلاء المتحدّين في كلّ الوطن العربي في مراحل لاحقة لأشكال الفكر والثقافة والمعارف المتنوعة من آداب وعلوم ولغة هم جيل الحاضر الذي يعي أهمية الثقافة والمثقفين في صياغة تلاحم الأمة العربية وبنيتها الروحية….
هدف التحدّي تمكين اللغة العربية وتعلّم ذاتي من قبل الجيل الجديد واكتساب معارف وعلوم وثقافة متنوعة تساعد في التفكير التحليلي والنقدي الإيجابي وفرصة للتواصل الذهني والفكري والعملي الإبداعي العربي حفاظاً على الهوية والذاكرة الثقافية العربية واستمرارها وسط الفراغ الذي يتداخل فيه المشروع الصهيوني بالمشروع الاستعماري التقسيمي للوطن العربي…
حضارتنا العربية بمفردات لغتها تجري كالنسغ في الوعي الجماعي العربي تألقت بأبجدية أوغاريت وملحمة غلغاميش ومكتبة إيبلا ومكتبة آشور بانيبال ومكتشفات قطْنا وماري، وبتصنيف الرُقم الذي سبق تصنيف ملفات الحاسوب بآلاف السنوات، وامتدّ استمرارها الثقافي من ملاحم مابين النهرين إلى شعر المعلقات إلى العلوم الإنسانية والفلسفة العربية…