“ماني رايح” هذه العبارة بتنا نسمعها صباح مساء وخاصة في أوقات الذروة من أصحاب وسائقي الميكرباصات بحلب، ولاسيما في مركز انطلاق الميكروباصات في ” باب جنين ” ، عبارة يكررها السائقون حينما يريد الركاب أن يستقلوا هذا الميكرو أو ذاك للذهاب إلى بيوتهم أو أعمالهم أو دراستهم، والحجج جاهزة ” مافي مازوت – ماعبولنا اليوم ” وكل ذلك على مرأى ومسمع الجهات المعنية – ولاسيما عناصر المرور – التي لاتبعد نقاطها عن نقطة الانطلاق سوى بضعة أمتار، حيث يتابع الميكروباص سيره فارغاً من الركاب ليحط في نهاية المطاف أمام بيته من أجل تفريغ المازوت وبيعه بالتالي في السوق السوداء.
هذه السيمفونية وتلك المشاهد باتت حاضرة وبقوة في ظل ضعف الرقابة وعدم المحاسبة، والمواطن هو الضحية، فليس أمامه إلا أن يستقل تاكسي أقل أجور مواصلات هي خمسة آلاف وربما تصل إلى 10 آلاف أو أكثر، ومادعاني إلى الحديث عن هذه المسألة هو شكاوى طلبة الجامعة الذين سيذهبون لتقديم امتحاناتهم من مركز المدينة في باب جنين إلى منطقة الجامعة، فمنهم من تأخر على موعد الامتحان، ومنهم من اضطر أن يستقل تاكسي إن كان وضعه المادي ممتازاً، وإلا فإنه سيحرم من الذهاب وبالتالي رسوبه في المادة الامتحانية، والسبب هو كلمة ” ماني رايح “.
هذه القضية نضعها برسم محافظة حلب التي يتعين عليها تشديد الرقابة في تلك النقطة ” باب جنين ” وإلا فمن هو المسؤول عن فوضى النقل والمواصلات التي تعاني منها حلب ولاسيما لجهة الميكروباصات وباصات الاستثمار … فهل ستتم معالجة القضية أم أننا سنظل نقول ” ماني رايح … فمن المسؤول في حلب ..؟ “