مجرد صور منسوخة عن بعضها، نتوارثها بحرص شديد، بوجود وسطاء من كل الأشكال والأنواع…!
لم نشكلها، لم نتبناها من خلال قراءات متكررة أو فلسفة أودت بنا إلى فكر اقتنعنا به واعتبرناه منهج حياة…
منهج يمكنه أن يعيننا على تخطي كل ما من شأنه إعاقة حياتنا، ولكن كل تلك الصور المنسوخة والتي تأتي بأشكال شتى، أساطير، أفكار، أعراف وتقاليد…وكل ما من شأنه أن يشل ذهنية البشر، دون إدراكهم حجم التجميد، بل يتمسكون بها كأنها أمانهم المنتظر.
خطورة التعاطي معها، يأتي حين يواجهك أحد ما، شخص أو ربما مجموعة شاءت الظروف أن تلقيك في مواجهتها، وتبدأ بطرح كل ماعلق في ذهنها من ترسبات وعفونة تضخها بتباه لا يمكنك أن تقف إزاءه مكتوف الأيدي، ولكنك تشعر بإحباط شديد حين تكتشف مدى تمكن كل هذه العوالق النافقة، الطحالب الميتة بأذهان ونفوس بشر، مجرد تفكيرك بمناقشتها كأنك تهد أركان حياتهم..
بالطبع لا تجيد حينها سوى التراجع…!
وتكتشف مدى خطورة الوضع خاصة بعد أن تحددت الصورة أمامهم وربما منذ الطفولة وانتهى الأمر، لا شيء قادر على زحزحتها، وتتمنى لو أنهم تمكنوا من تشكيل ذواتهم وذهنيتهم كما يرغبون كأنهم غيمة تجتاز مختلف الفصول، تمتص منها ما يناسبها، ومن ثم تعيد رسم شكها لتحوله ربما إلى ماء، نهر…أو تصبه في أي مكان…بلا أي قيد أو وصاية عفا عنها الزمن ومضى…!