لا ينفصل العدوان الإسرائيلي الجديد على مدينة طرطوس عن حالة التصعيد الغربية على كل الجبهات بهدف خلق واقع ينسف القواعد والمعادلات المرتسمة على الأرض والتي باتت حقيقة تجهد الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين لقلبها أو تغييرها والعودة بالأمور إلى المربع الأول.
فالعدوان الإسرائيلي هو تجسيد حقيقي لمخرجات قمة حلف الناتو قبل يومين، وهي القمة التي شرعت الأبواب على المجهول بعد أن أعلنت صراحة مواصلة سياسات الضغط والاستفزاز والتصعيد التي قد تأخذ المنطقة والعالم إلى ما هو أبعد من حافة الهاوية.
التصعيد الإسرائيلي هو امتداد، بل هو جزء أساسي من التصعيد الأميركي، حيث المصالح والأهداف تتقاطع لنسف عناوين وحوامل المشهد الإقليمي والدولي على نحو يحاكي الحال الصعبة التي وصل إليها الطرفان جراء التحولات الجارفة التي ضربت المشهد بشكل عام.
بحسب الوقائع والمعطيات، يبدو أن المشهد الإقليمي والدولي قد بات في طريقه للانفجار وفي أية لحظة، لاسيما في ضوء السباق المعلن بين الآجندات والقرارات الأميركية، وبين الخطط الإسرائيلية الجاهزة التي أعدت لتفجير المنطقة، دون النظر إلى حجم الاثمان والتكاليف الباهظة التي سوف تدفعها إسرائيل ومن خلفها واشنطن، وفي كل مكان يتواجدان فيه، خصوصاً وأنهما أصبحا على يقين بأنهما يواجهان تحالفاً كبيراً من الدول المقاومة والرافضة والمناهضة لمشاريعهما وخططهما الاستعمارية والاحتلالية.
العدوان الإسرائيلي بالأمس، لن يستطيع أن يؤثر كسابقاته في العناوين الرئيسة للمشهد السياسي والميداني، بل على العكس من ذلك فإن هذا العدوان سوف يراكم من الهلع والهزائم والتخبط لكل أطراف الإرهاب والحرب على سورية، وخاصة للكيان الصهيوني الذي كان ولايزال يشكل رأس حربة للإرهاب ولضرب كل قوى المقاومة وفي مقدمتها سورية حاملة لواء الدفاع عن الحقوق والقضايا العربية.