يحلو للبعض التغني بذهبية الملاكمة في دورة المتوسط، أو فضية الوثب العالي!! وهذا بالظبط مايسمى، اللهاث خلف الإشراقات لترقيع ثوب رياضتنا البالي الممزق!! وبعيداً عن الفهم القاصر لهذه النقطة، ومع التقدير الكبير لأولئك الأبطال الذين أحرزوا الميداليات البراقة، واعتبار ما حققوه انجازاً فردياً، أكثر منه ثمرة عمل جماعي مشترك ومتكامل، لكننا لا نستطيع، بحال من الأحوال، أن نرى رياضتي الملاكمة وألعاب القوى بخير!! ولا بقية الألعاب التي منها من شارك في دورة المتوسط التاسعة عشرة، ومنها من بقي بعيداً عن المغامرة، ولا يتعلق الأمر برؤية أو وجهة نظر، وإنما بحقائق ووقائع ملازمة للحركة الرياضية في اتحادات الألعاب، وغياب كامل للرديف والقواعد، والاعتماد على عدد محدود جداً من الأبطال والنجوم، وزجهم في دورات وبطولات معينة، لانتزاع الميداليات وتحقيق الطفرات، أما العمل الدؤوب على تمتين القاعدة والبحث عن المواهب والخامات، وصناعة البدائل المناسبة لهؤلاء النجوم، فليس في قاموس اتحادات الألعاب، ولا في صلب عمل المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام!!
في مقابل ذهبية الملاكمة، خروج بالجملة من الدور الأول لبقية القبضات ! وفي القوى بطل يحمل بمفرده أعباء هذه الرياضة ويحقق لها الإنجازات منذ عقد من الزمن، وحضور متواضع جداً لمصارعينا، وكذلك الأمر بالنسبة للجمباز.. قد نستطيع القول: إن التتويج والميداليات المتوسطية إنجازات!! لكن لا يعقل أن نصنف رياضتنا في بند السير على الطريق الصحيح!! مع استثناء الفروسية التي حققت وتحقق الكثير من الإنجازات والألقاب، ربما لأن هذه الرياضة تُدار بطريقة مختلفة تماماً..