كُشفت برامج البنتاغون السرية.. فمن يحاسبهم؟

 

الثورة – تعليق ريم صالح:

اخترقَ طنينُ ما يسمى الـ “127 آي” القادم من عمق الداخل الأمريكي، ومن اعترافات جنرالات الحرب الأمريكيين آذانَ كلِّ المستوياتِ السياسية، والعسكرية، والأمنية، والدبلوماسية العالمية، من دون أي حاجة لمشاهد موثقة، أو تسجيلات ميدانية من قلب الحدث، ولكن هل تحرك الساكن الأممي، أم أنه بقي في سباته الأبدي؟!.
بعد ما نشره موقع (ذا انترسيبت) الأميركي من فضائح تعري الكاوبوي الهوليودي، وتكشف عوراته الأخلاقية والإنسانية على الملأ، وتحديداً حول برنامج “127 آي” لم يعد بالإمكان للنظام الأمريكي، ولا لتلك الجوقة من المطبلين والمزمرين له أن يناوروا، أو يختبؤوا خلف أصابعهم المتورمة جراء إيغالهم بسفك الدماء البريئة، فالنقاط وضعت على الحروف، وباتت الحقيقة التي لطالما تهرّب منها القاتل الأمريكي، حول كل ما يدين ويوثق جرائمه الإرهابية في سورية، ولبنان، والعراق، واليمن، وأفغانستان، وكل الدول ذات السيادة باتت سيدة الموقف.
فالموقع الأمريكي كشف عن تورط الولايات المتحدة في إدارة برنامج سري على مستوى أوسع من أي وقت مضى لشن حروب بالوكالة في العديد من الدول بينها سورية، باستخدام قوات عمليات خاصة أميركية، مستنداً في ذلك على وثائق سرية لوزارة الحرب الأميركية البنتاغون، اطلع عليها الموقع بموجب قانون حرية المعلومات، وعلى مقابلات مع مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين.
وبحسب (ذا انترسيبت) الأميركي فإن البرنامج الذي يدعى” 127 أي” يضم 14 من البرامج الفرعية كانت ناشطة في منطقة الشرق الأوسط، وآسيا الباسيفك حتى عام 2020، وقد شنت بموجبه وحدات الكوماندوز الأمريكية 23 عملية في الفترة ما بين 2017 و2020.
ووفق ما أقره الجنرال المتقاعد جوزيف فوتيل الذي قاد قوات العمليات الخاصة والقيادة المركزية الأميركية في الشرق الأوسط باستخدام البرنامج “127 إي” في سورية ومصر ولبنان واليمن في إطار ما سماه زوراً وبهتاناً جهود لمكافحة الإرهاب فإن برنامج “127 أي” في لبنان كان يحمل اسماً رمزياً هو ليون هانتر، وفي سورية واليمن يوكون هنتر، أما في مصر فيحمل اسم انيغما هانتر.
فيما أكد مسؤول دفاعي سابق آخر اشترط عدم الكشف عن هويته استخدام نسخة من هذا البرنامج في العراق وتونس أيضاً وكذلك أفغانستان والكاميرون وغيرها.
ويسمح هذا البرنامج لقوات الكوماندوز الأميركية بتنفيذ عمليات تحت ستار مكافحة الإرهاب بواسطة قوات شريكة أجنبية وغير نظامية في جميع أنحاء العالم، كما يوفر لها المعلومات الأساسية حول هذه المهام وكيفية تنفيذها وتواترها وأهدافها، ويبقى اللافت أنه حتى الآن تبقى القوات الأجنبية التي تعتمد عليها واشنطن لتنفيذ هذه العمليات غير معروفة حتى بالنسبة لمعظم أعضاء لجان الكونغرس وللشعب الأميركي.
وتقوم واشنطن من خلال برنامج “127 إي” بتدريب وتمويل وتسليح وتقديم المعلومات الاستخباراتية لقوات أجنبية، ولكن خلافاً لبرامج الدعم الأجنبي الأخرى التي تجري تحت شعار تعزيز القوات المحلية للبلدان فإن هذه القوات يتم إرسالها في مهام خاصة لتحقيق أهداف أمريكية بحتة، وفي هذا الصدد قال مسؤول دفاعي رفيع سابق: لو وصف أحدهم برنامج “127 إي” بالعملية أو الحرب بالوكالة فسيكون من الصعب مجادلته أو نفي ذلك.
وتكشف إحدى الوثائق أن تكلفة البرنامج وعملياته في الفترة ما بين 2017-2020 وصلت إلى 310 ملايين دولار، ورغم أن هذا المبلغ شكل جزءاً بسيطاً من ميزانية النفقات الدفاعية عن الفترة نفسها ولكنه يمثل زيادة كبيرة للميزانية المخصصة للبرنامج عندما بدئ العمل به باسم آخر عام 2005 والتي كانت لا تتجاوز 25 مليون دولار.
كأحجار الدومينو التي تتهاوى تباعاً هو حال الإدارة الأمريكية، التي لا تنفك تقع في شراك يفند مزاعمها إلى آخر يكشف ويوثق إرهابها ودمويتها.
ويبقى السؤال: أما حان وقت مساءلة أمريكا على جرائمها؟!، هو سؤال برسم الضمائر الحية، بل هو بانتظار الحراك العالمي الملموس الذي يصحح المسار، ويلجم الغول الأمريكي، ويعاقبه على ما أراقه من دماء، وما أزهقه من أرواح.

آخر الأخبار
تحويلة  سد الرستن بالخدمة نقاشات بين " الإسكان " وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي لدعم المشاريع السكنية  وزير الصحة : توزيع الخدمات الصحية بعدالة على جميع المناطق   المياه في ضاحية قدسيا.. بين ضعف الضخ وانقطاع الكهرباء من التعليم إلى التمكين المهني.. مبادرات لمركز الريادة الطلابي إزالة مخالفات بناء في بلدات بحلب  حلب تستلم ٥٠ شاحنة طحين من قطر مدير " صحة " درعا: دعم المستشفيات بالمستلزمات والأدوية  طرطوس تتزين بالنباتات والأشجار   استعدادات لاستقبال باخرة القمح   هدوء يلف العاصمة الليبية وبعثة الأمم المتحدة قلقة   "تحدي القراءة" تنطلق بحماة بديل الروضات الخاصة.. ومجاناً "استعدوا للمدرسة" إقبال ملحوظ من أهالي طرطوس   الصحة العالمية" تتابع البرامج الصحية واللقاح بدرعا   إخماد حريق حراجي في الغاب  خطوة للارتقاء بالمهنة.. منع الصيادلة مزاولة عمليات التجميل   3 اكتشافات جديدة للغاز والزيت في مصر المركزي يخفض سعر الصرف.. الحلاق لـ"الثورة": يؤثر في أماكن معينة The New Arab:تصدير "طائرات إف-35" يكشف تواطؤ بريطانيا في جرائم الإبادة الجماعية في غزة   The New Arab :كيف تساهم العلاقات الدفاعية بين "الأوروبي" وتركيا في تعزيز نفوذ أنقرة بالأمن الإقليمي؟