الثورة- دينا الحمد:
على خلفية استقالة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونس بعد تمرد جماعي داخل حكومته، فإن الأنظار تترقب تداعيات هذه الاستقالة على نظام كييف، ومسار الدعم العسكري واللوجستي الذي تقدمه الحكومة البريطانية من أجل استمرار الحرب بأوكرانيا، إذ تعتبر بريطانيا الأكثر تشدداً من بين الدول الأوروبية لجهة حسم الحرب على الأرض، وليس عبر الحوار والتفاوض، وهي تعد أكثر الحلفاء للولايات المتحدة استعدادا لتنفيذ الأجندات الأميركية الرامية لمواصلة إشعال الحروب، وتهديد الأمن والاستقرار الدوليين.
وفي سياق تداعيات استقالة حونسون على مسار الحرب بأوكرانيا، توقعت صحيفة “التلغراف” البريطانية بنتائج مخيبة للآمال بالنسبة لنظام كييف على هذا الصعيد.
وقالت الصحيفة في مقال للكاتب كون كوغلين، أن رحيل جونسون من رئاسة الوزراء لن يضع حدا لمسيرته السياسية فحسب، وإنما قد يهز موقف لندن بشأن القضية الأوكرانية، فعلى الرغم من أن الدعم الذي كان يتلقاه جونسون من وزير دفاعه، بن والاس، ووزيرة خارجيته البريطانية، ليز تروس، يشير إلى أن لندن ستستمر في لعب دور بارز في الأزمة الأوكرانية، حتى بدون قيادة رئيس الوزراء الحالي، إلا أن خليفة جونسون قد لا يكون لديه مثل هذه “النزعة لتحمل المخاطر، أو الاستعداد لفعل كل ما هو ممكن من أجل كييف”.
وأشار المقال كذلك إلى عدم قدرة الولايات المتحدة الأمريكية على أداء دورها القيادي التقليدي في التحالف الغربي بسبب العثرات المستمرة للرئيس الأمريكي جو بايدن، بينما كان جونسون، على العكس من ذلك، على استعداد لـ “تقديم رقبته على المذبح”.
وأضاف الكاتب أنه بعد استقالة جونسون، فإنه لن يكون أمام كييف سوى التكهن بشخصية وتوجهات رئيس الوزراء البريطاني القادم.
وفي سياق التعليقات الروسية، على استقالة رئيس الوزراء البريطاني، كان نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف قد وصف احتمالية الاستقالة بأنها نتيجة طبيعية للغطرسة البريطانية والسياسة السيئة على المسار الدولي.وأضاف في منشور على قناته الخاصة في “تلغرام” قائلا: “أفضل أصدقاء أوكرانيا” يغادرون. “النصر” في خطر! ذهب أول واحد.. نحن في انتظار الأخبار من ألمانيا وبولندا ودول البلطيق. وذلك حسب ما ذكرته “روسيا اليوم”.
من جانبها علقت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي فالينتينا ماتفيينكو على استقالة جونسون، بالقول: إنه فقد مصداقيته كسياسي. وفق ما ذكرته وكالة تاس.
وقالت في مؤتمر صحفي اليوم الخميس: “شهدنا جميعا أن جونسون هو الذي كان صقراً رئيسياً وسياسياً معادياً لروسيا في المرحلة الأخيرة. وفقد مصداقيته في عيون مواطنيه كرئيس للوزراء وكسياسي. في رأيي إنه يستحق تقييما مناسبا”.
أما على صعيد الداخل البريطاني، فإن استقالة جونسون كان لها أصداء إيجابية نظراً لسلسلة الفضائح السياسية والأخلاقية التي عصفت بالبلاد نتيجة سياسات جونسون، حيث اعتبر رئيس حزب العمال البريطاني كير ستارمر قبل تقديم جونسون استقالته بوقت قصير، إن الأنباء عن استقالة جونسون، “خبر سار للبلاد”، مشددا على أن “بريطانيا تحتاج إلى بداية جديدة”.
واعتبر ستارمر أن هذه الاستقالة “كان يجب أن تحصل منذ مدة طويلة. وقال: جونسون غير مناسب لتولي المنصب، وكان مسؤولاً عن حملة الأكاذيب، والفضائح، والفساد.. وكل شخص متواطئ معه يجب أن يشعر بالخجل”.
وأضاف: “لقد أشرف المحافظون على 12 عاما من الركود الاقتصادي وتراجع الخدمات العامة والوعود الفارغة. لسنا بحاجة إلى تغيير في القمة في حزب المحافظين.. نحن بحاجة إلى تغيير مناسب للحكومة. نحن بحاجة إلى بداية جديدة لبريطانيا”.
وكانت هيئة الإذاعة البريطانية “بي.بي.سي”، قد أكدت في وقت سابق اليوم، أنّ جونسون سيعلن استقالته، مشيرةً إلى أنّ ذلك يأتي بعد أن تخلى عنه وزراء معينون حديثاً، وأكثر من 50 وزيراً ومسؤولاً في الحكومة، في تمرد جعل الحكومة مهددة على نحو متزايد بخطر الشلل.
وبالفعل أعلن جونسون في كلمة له في داونينغ ستريت استقالته من منصبه وقال إنه سيواصل تسيير الأعمال لحين انتخاب رئيس جديد للحكومة، مؤكداً أنه حاول إقناع حزب المحافظين بعدم تغيير الحكومة.
وأشار رئيس الوزراء البريطاني المستقيل إلى أن عملية اختيار زعيم جديد لحزبه يجب أن تبدأ الآن: وقال “من الواضح الآن أن حزب المحافظين يريد تعيين زعيم جديد للحزب وبالتالي رئيس وزراء جديد. وقد اتفقت مع غراهام برادي على أن عملية اختيار زعيم جديد لحزب المحافظين يجب أن تبدأ الآن”.
التالي