هل بورصة الصدق إلى انخفاض؟..

الثورة- حسين صقر:
الصدق من الإيمان كالرأس من الجسد،
مقولة كنا رددناها لفترة طويلة، ولم نكن نعرف قيمتها وأهميتها، حتى افتقدنا وجودها وعزت علينا حروفها، حتى بدأت بورصتها بالانخفاض، ورصيدها عند الكثيرين أصفار مكعبة، غير مدركين أنه إذا اختل ميزان الصدق عند الإنسان اختل توازنه وأصبح هشاً تتقاذفه رياح الأحكام.
الصدق من الإيمان ليست مجموعة من الحروف تؤلف كلمة لا معنى لها، بل على العكس يُبنى عليها مجتمع بأكمله، و ترتبط ارتباطا وثيقاً بالتزام الموعد واحترام الوقت وتقدير جهود الآخرين، وقرن القول بالفعل، كي تحافظ أي كلمة على قيمتها عند نطقها.
الكثير من الناس اليوم لايهمه الصدق ولايعنيه بشيء، بل وفوق ذلك ينظرون للإنسان الصادق الملتزم بأنه شخص ساذج، ويغلّفون هذا الوصف الذي لا يقدرونه في داخلهم بكلمة “طيب” حتى باتت كلمة الطيبة مكروهة لدى الصادقين من القلة القليلة في المجتمع.
المؤسف في الأمر أن كثيراً ممن لايصدقون يتبوؤون مناصب مهمة، ويحملون أجزاء كبيرة من المسؤولية، ويعملون في مهن يجب أن يكون أساسها الصدق، وتراهم يكذبون ويكذبون ويكذبون، لظنهم أن الكذب ملح الرجال، متناسين أن الكذب ليس ملحاً أبداً لأن الملح هو ما يرسخ العلاقات بين الناس وقديماً قالوا” فلان يقدر الخبز والملح، وفلان لا” متناسين أن عدم الصدق بالتعامل يهدم بنيان العلاقات ويقوض ثقة الناس ببعضهم، ويزرع الكره ويزعزع الود، وهو عادة سيئة تبنى عليها باقي الكبائر، لأن الإنسان الذي يعود نفسه على الصدق يعتاد على الفعل الصالح الجميل.
فالحرفي عندما يلتزم بموعد تأدية ما طلب منه، والمهني والطبيب والمحامي والصحفي والمعلم والموظف والعامل والفلاح، وكل مع مايخصه، لأصبح المجتمع برمته صالحاً سليماً.

*..والالتزام عملة نادرة
فكثيرون من الأشخاص يقطعون على أنفسهم الوعود والعهود والمواثيق، فلا يلتزمون بأداء عمل، ولايسددون ديناً ولايحترمون موعداً، ولا يؤدون ما طلب منهم في العمل، وتراهم يسيرون بين الناس وكأن شيئاً لم يكن، وفوق ذلك يتحدثون عن بطولاتهم وإنجازاتهم، وتتضخم الأنا عندهم كورم خبيث.
بالمناسبة كثيرون ممن يتحدثون عن عدم الالتزام وعدم الصدق، تظنهم للوهلة الأولى أن السيئين يعيشون في كوكب آخر ، و من يزعمون الصدق يعيشون على كوكبنا، وهم المظلومون الأبرياء.
في عملنا كصحفيين نواجه الكثير من هؤلاء، حيث نكرر الطلب والسؤال والاستفسار ونجري الاتصالات تلو الأخرى، ونتحدث على وسائل التواصل مع الغالبية العظمى من هؤلاء، وقلائل جداً من يلتزمون بالإجابة والرد، والسواد الأعظم “على الوعد ياكمون” حتى تمل السؤال والاتصال.
ليبقى السؤال، لماذا أضحى الصدق والالتزام عملتين نادرتين، وباتت قيمتهما لا تساوي شيئاً، في وقت يجب أن ترتفع قيمتهما طرداً مع تعافي المجتمعات، حيث الصادق مع الآخرين يكون صادقاً مع نفسه، لأن الصدقُ قارب نجاة في الدنيا والآخرة وطريق للهداية وطريق عبور نحو شواطئ الأمان، ويُساعد في إحقاق الحق والحفاظ عليه، وطريق الانتصار على الشر الذي يتولد في داخلنا، كلما شذت أنفسنا عن القاعدة والطريق، فهو لا يقبل تزييف الحقائق أو السير بعكسها، و الإنسان الذي يتحرّى الصدق في جميع أقواله وأفعاله ينال رضا الله، ويكسب محبة الناس ويُسهم في انتشار الخير والمحبة، وإذا كان الكذب حجة فالصدق ينجي،
لكن بعد ان فقدنا معنى تلك الكلمات والأمثال أدركنا أهميتها.
فمن يصدق بالتعامل مع الآخرين يصفو قلبه وتتحرر نفسه من المعاصي، كما أن الإنسان الصادق لايعرف الحقد ولا الفتنة ولا الغدر أو التلوّن، ولا يسمح بأن تطغى المصالح على صدقه، كما أن الصدق يمنع الكثير من الصفات والأفعال المشينة كالغش والتدليس، و لهذا يعرف عنه بأنّه مفتاح الأخلاق والفضائل وأساسها، وبالتالي لا يمكن للإنسان أن يكون كامل الأخلاق دون أن يكون صادقاً.

آخر الأخبار
الرئيس الشرع  وعقيلته يلتقيان بنساء سوريا ويشيد بدور المرأة جعجع يشيد بأداء الرئيس الشرع ويقارن:  أنجز ما لم ننجزه الكونغرس الأميركي يقرّ تعديلاً لإزالة سوريا من قائمة الدول "المارقة"   أبخازيا تتمسك بعلاقتها الدبلوماسية مع السلطة الجديدة في دمشق  إعادة  63 قاضياً منشقاً والعدل تؤكد: الأبواب لاتزال مفتوحة لعودة الجميع  84 حالة استقبلها قسم الإسعاف بمستشفى الجولان  نيوز ويك.. هل نقلت روسيا طائراتها النووية الاستراتيجية قرب ألاسكا؟       نهاية مأساة الركبان.. تفاعل واسع ورسائل  تعبّرعن بداية جديدة   تقدم دبلوماسي بملف الكيميائي.. ترحيب بريطاني ودعم دولي لتعاون دمشق لقاء "الشرع" مع عمة والده  بدرعا.. لحظة عفوية بلمسة إنسانية  باراك يبحث الملف السوري مع  ترامب وروبيو  مبعوث ترامب يرحب بفتوى منع الثأر في سوريا   إغلاق مخيم الركبان... نهاية مأساة إنسانية وبداية لمرحلة جديدة  أهالي درعا يستقبلون رئيس الجمهورية بالورود والترحيب السيد الرئيس أحمد الشرع يؤدي صلاة عيد الأضحى المبارك في قصر الشعب بدمشق بحضورٍ شعبيٍّ واسعٍ الرئيس الشرع يتبادل تهاني عيد الأضحى المبارك مع عدد من الأهالي والمسؤولين في قصر الشعب بدمشق 40 بالمئة نسبة تخزين سدود اللاذقية.. تراجع كبير في المخصص للري.. وبرك مائية إسعافية عيد الأضحى في سوريا.. لم شمل الروح بعد سنوات الحرمان الدفاع المدني السوري.. استجابة شاملة لسلامة الأهالي خلال العيد دمشق منفتحة على التعاون مع "الطاقة الذرية" والوكالة مستعدة لتعاون نووي سلمي