الثورة – يمن سليمان عباس:
منذ أن انطلق الفيسبوك بشكل قوي قبل عقد من الزمن وربما أكثر قليلا في المنطقة العربية كان لافتا الإقبال الكبير على استخدامه.. ومن يقرأ تفاصيل هذا الاستخدام يجد انه كان في الكثير من الأحيان غير بريء من حيث الاستخدام الاجتماعي والسياسي والثقافي وغير ذلك.
اليوم يمكن أن نلاحظ ان ثمة تغيرات كثيرة قد بدأت تظهر من خلال هذا العالم الافتراضي فلم نعد نجد هذه الفورة في ضخ الأخبار والصور ونشر الفضائح مع انها لم تنقطع.
في البحث عن الأسباب يمكن أن تكون ضوابط وقوانين الاستخدام وراء ذلك لاسيما ان الكثير من الدول وضعت قوانين وضوابط هذا الفضاء وبالتالي خفف من التهور والاتهامات والنسخ واللصق ضمن البلد الواحد ومجموع البلدان يعني تخفيف المستوى العام للضخ.
اما السبب الثاني ربما يعود إلى نشر الوعي لاسيما أن الكثيرين وصلوا إلى تخمة في هذا المجال واقتنعوا أن هذا الفضاء ليس إلا مكانا لترويج غير الصحيح وبالتالي كان الحصاد خيبات.
اما السبب الثالث فيعود إلى الشركة نفسها التي تحظر الكثير من المستخدمين بغض النظر عن اسباب الحظر وربما بعد عقد آخر من الزمن سنصل إلى فضاء اجتماعي شبه آمن ولكن هذا لا يعني ان الدرس الرخيص قد انتهى وإنما تتفتق أساليب جديدة لا يمكن للغرب الذي يستخدم هذه المنصة للتجسس وتجارة البيانات ان يتخلى عنها او ان يبتكر منصات جديدة.
والملاحظ ايضا ان هذه المنصات تحولت إلى مواسم يومية أو شهرية او سنوية ولاسيما عند حدث اجتماعي محدد مثل صدور قرارات ما أو نتائج دراسات أو مناسبات الأعياد فترى الصفحات وقد امتلأت بالنسخ واللصق والبطاقات الجاهزة التي ربما جميعا نرسلها ونعيد ارسالها مئات المرات .
صحيح أن الفيسبوك يظهر الذاتية ويعزز الفردية لكنه من جهة ثانية يجعل الجميع متساوين كرؤوس البصل أو الملفوف ونادرا أن تقع على لمعة متميزة واذا ما كانت موجودة ونشرها صاحبها فلا تلبث أن تصبح ملكا للجميع نسخا ولصقا فتضيع أصالة الإبداع وإرادته.