فرنسا تراجع حسابات وجودها في القارة الإفريقية

الثورة- تقرير منهل إبراهيم:

الوجود العسكري الفرنسي في القارة الإفريقية بذريعة محاربة الإرهاب، وجلب الديمقراطيات المزعومة يجلب شعوراً متزايداً بالمظلومية والاستياء من قبل الأفارقة، فالفرنك الإفريقي عملة تعود إلى الحقبة الاستعمارية ولا تزال مستخدمة في العديد من الدول الإفريقية التي كانت مستعمرات فرنسية، وهذا الاستياء من فرنسا في القارة السمراء، تعود جذوره إلى ما قبل الرئيس ماكرون بعقود.
فرنسا على علم بمحاولات القارة السمراء لفظ وجود قواتها فيها وهي منزعجة من الخسائر التي تمنى بها في تلك البقعة من الأرض، وفي هذا الصدد قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ينبغي (إعادة التفكير في جميع أوضاعنا العسكرية في القارة الأفريقية)، داعيا وزراءه وقادة الجيش للعمل على ذلك.
وأدلى ماكرون بهذه التصريحات وهو يخاطب القوات الفرنسية قبل عرض يوم الباستيل المقرر اليوم في 14 تموز في باريس.
وتوجه مسؤولون فرنسيون إلى النيجر يوم الجمعة الماضي لإعادة رسم استراتيجية البلاد بشأن محاربة (المتشددين) في منطقة الساحل مع استكمال آلاف الجنود الانسحاب من مالي وتزايد المخاوف من التهديد لدول غرب إفريقيا.
وكان ماكرون أعلن في شباط من العام الجاري أنه سيسحب قوات بلاده التي تقاتل (الجماعات المتشددة) في مالي منذ 2013.
وعلى مدى السنوات الثماني الماضية، أصبح الوجود الفرنسي غير مرغوب به بشكل متزايد لدى حكومة مالي وشعبها.
وكانت فرنسا قد أرسلت 5000 جندي إلى مالي، في عام 2013، بناء على طلب من الحكومة المالية التي كانت تواجه تمرداً مسلحاً.
وفضلاً عن ذلك، فقد تدهور الوضع في منطقة الساحل الإفريقي إلى أن صار جرحاً بليغاً.
ونشرت فرنسا أكثر من خمسة آلاف جندي، قُتل منهم أكثر من 50، ورغم هذا الجهد العسكري الكبير والمستدام، لم تستطع فرنسا التغلب على التهديد الذي يشكله (الجهاديون) الذين لا يزالون يشنون هجمات على مجتمعات محلية وقوى أمنية.
ويبدو أن أسباب تفكير ماكرون في تغيير وضع القوات الفرنسية في إفريقيا كثيرة ومتشابكة – عسكرية، واجتماعية، وبيئية، واقتصادية.
ويسود اعتقاد بين قطاع كبير من الجماهير في هذه المنطقة أن فرنسا، بصفتها قوة عسكرية غربية متقدمة تقنياً، ينبغي أن تكون قادرة على فَهم أبعاد المشكلة، وأنْ تبتعد إنْ هي لم تجد في نفسها القدرة على حلّها.
ويبدو أن هذه الاعتقادات والمشاعر هي التي تقف وراء خروج المتظاهرين، ومن بينهم أولئك الذين حاصروا قافلة عسكرية فرنسية.
وقبل هذه وتلك، كان ثمة عوامل أخرى، والتي لخصها رئيس الوزراء المالي شوغيل مايغا في قوله: “أحاديث ساركوزي في داكار، وماكرون في أواغادوغو؛ والحرب في ساحل العاج؛ والفشل في الحرب على الإرهاب”.
هذا فضلاً عن مسائل تتعلق بالعملة، والديون، ودعم الديكتاتوريات المحلية، وسوء انتقاء الكلمات.
ولعل أكبر فشل لاحق فرنسا كان في رواندا عام 1994، عندما أخفقت باريس في الاضطلاع بمسؤولياتها رغم تحالفها مع النظام الحاكم في البلاد آنذاك والذي كان قد شرع في الإعداد لعملية إبادة جماعية.
ويقول محلل سياسي إفريقي: “يمكن الإشارة إلى الحقبة الاستعمارية، كثيرون منا عاصر آباؤهم زمن الاستعمار ومراراته”، والاستياء من فرنسا في القارة السمراء، تعود جذوره إلى ما قبل الرئيس ماكرون بعقود.
وفي السنوات الأولى التي أعقبت استقلال تلك الدول عن فرنسا، التي احتلتها على مدى عقود، حافظت باريس على شبكة مكثفة من الاتصالات بنُخب وقيادات أفريقية في علاقات استهدفت حماية المصالح المشتركة، مع قليل من الاهتمام بحقوق الإنسان أو الشفافية.
ولم تكن فرنسا وحدها من بين الدول الكبرى، التي انحدرت إلى التحالف مع أنظمة ديكتاتورية، ولكن علاقات باريس بتلك الأنظمة كانت تتميز بأنها وثيقة وغير مشروطة.

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة