بداية لابد من القول إن الأعداد الهائلة التي تقدمت بالاعتراض على نتائجها في الثانوية العامة وبخاصة الفرع العلمي،تدلل على وجود مشكلة في عملية التصحيح من جهة، ومشكلة في الأسلوب الذي وضعت فيه الأسئلة وبخاصة أسئلة مواد الرياضيات والعلوم والفيزياء والكيمياء من جهة أخرى، فعندما يتقدم نحو عشرة آلاف طالب بالاعتراض على النتيجة في دمشق وستة آلاف في حلب على سبيل المثال لا الحصر لا بد من وجود مشكلة مطلوب من التربية البحث عنها،ناهيك بحصول بعض الطلاب على علامة الصفر في مادة من المواد ويتبين فيما بعد أن الطالب قد نجح في هذه المادة وحصل على إما العلامة التامة إما تنقص قليلاً،وهذا باعتقادنا إن دل على شيء فإنما يدل على وجود مشكلة أثناء عمليات الجمع، ولا نريد التطرق للمشكلات التي قد تحصل لهؤلاء الطلاب وخاصة أنهم متأكدون من إجاباتهم.
طبعا ما أردنا الإشارة إليه كمدخل للحديث عن مؤشرات إعلان النتائج التي تم إعلانها من قبل التربية قبل العيد، فمن يتابع نتائج الشهادة الثانوية بفروعها كافة يلحظ جملة معطيات منها أن نسبة النجاح في الفرع العلمي هي /55.24 %/ من أصل عدد المتقدمين /134815/ طالباً وطالبة نجح منهم /74478/ طالباً وطالبة، في حين كانت في دورة عام 2021م /63.81%/، في حين بلغ عدد المتقدمين للفرع الأدبي / 70815/ طالباً وطالبة نجح منهم / 38223 / طالباً وطالبة وبنسبة نجاح / 53.98 %/ فقط،بينما بلغت نسبة النجاح في دورة عام 2021 /52.14%/.
هذه المؤشرات تدفعنا للحديث عن مادة الرياضيات التي أثير حولها لغط كثير، إضافة لمواد العلوم والفيزياء والكيمياء من قبل بعض الطلاب وأولياء أمورهم، والتي كانت مثار الأعداد الهائلة من الاعتراضات،طبعاً لا نريد الدخول في تفاصيل كيفية وضع الأسئلة لدورة هذا العام، وطرح التربية لأسلوبها الاستنتاجي، لكن نعتقد أن خللاً ما قد حصل الأمر الذي أحدث هذا اللغط ، وخاصة أن أعداد المعترضين وهي بالآلاف لم تصل لهذا الرقم في أي عام من الأعوام السابقة، ربما تقول التربية إن نسبة النجاح المتدنية وارتفاع أعداد المعترضين مبرره الإجراءات الصارمة التي اتخذت أثناء العملية الامتحانية، طبعا هذا من شأن التربية في أن تقول ما تريد قوله كمبرر لما حصل أثناء العملية الامتحانية والتي لنا أيضاً ملاحظات عديدة عليها لسنا بصدد ذكرها في هذه العجالة،لكننا نقول إن الإجراءات التي اتخذت في امتحانات الدورة الأولى،لم تكن بالمستوى الذي يجب أن تكون فيه،إن من حيث رؤساء المراكز الامتحانية،أم من حيث المراقبين،ومن يقف خارج المركز الامتحاني،وصولاً للمصححين والمدققين،على الرغم من كل النداءات التي كان يوجهها وزير التربية لجميع هؤلاء،وصولاً لاتخاذ العديد من الإجراءات بحق كل من أساء للعملية الامتحانية.
ونحن هنا ندعو مركز القياس والتقويم أخذ دوره في دراسة تلك النتائج وإجراء عمليات سبر لكل طالب حصل على العلامة التامة،أو جزء منها وذلك لمعرفة مدى صدقية العلامات من جهة، ولكي يزول الشك في هذه النتائج من جهة أخرى، مع أملنا أن تتخذ مديريات التربية، جراءات أكثر صرامة، ونعتقد أولى هذه الإجراءات إعفاء رؤساء المراكز الامتحانية برؤساء مراكز جدد، وفهمكم كفاية.