الثورة- لميس عودة:
لم تترك ميليشيا “قسد” المرتهنة للمحتل الأميركي وسيلة إجرامية أو انتهاكاً لحقوق الإنسان إلا وارتكبتهما في لهاثها وراء سراب أوهامها، ما جعلها أداة طيعة في أيدي الاحتلال الأميركي تنفذ أجنداته العدوانية، وتسفح آخر قطرات الإنسانية لبلوغ مآرب إنشاء كانتون انفصالي.
فمن البطش والتنكيل والترهيب والاعتقالات التعسفية بحق أهلنا في منطقة الجزيرة إلى مصادرة الأراضي والممتلكات وحرق المحاصيل ومحاربة التعليم وقمع التظاهرات الاحتجاجية على سلوكياتها العدوانية، إلى تجنيد الأطفال، يطفح الكيل الإرهابي لأداة الارتهان والعمالة بكل صنوف التعديات والإجرام الموثق.
انتهاك حقوق الطفولة والقفز فوق المواثيق الأممية والقوانين الدولية التي تجرم استغلال الطفولة وزجها في الأعمال الحربية وتجنيد أطفال وإجبارهم على حمل السلاح وزجهم في معسكرات الموت، هو فصل موثق من فصول الإرهاب الكثيرة التي تمارسها ميليشيا “قسد” بحق أطفالنا في الشمال والجزيرة متجاوزة من خلال جرائمها هذه كل الأعراف القانونية والمعايير الإنسانية والأخلاقية.
تقارير كثيرة لمنظمات حقوقية رصدت ووثقت كيف يخطف إرهابيو “قسد” الأطفال في مناطق سيطرتهم بالحديد والنار، ويزجون بهم في محرقة القتال، إضافة إلى استنكارات شديدة وإدانات واسعة من الأمم المتحدة لفداحة هذا الإجرام والسلوك العدواني الممارس من قبل أدوات الاحتلال الأميركي وليس آخرها تقرير أكدت من خلاله الأمانة العامة للأمم المتحدة، استمرار “قسد” في تجنيد الأطفال قسراً ضمن صفوفها، رغم الاتفاقية الموقعة مع المنظمة الدولية وجاء ذلك في التقرير السنوي للأمانة العامة للأمم المتحدة، تحت عنوان “الأطفال والنزاعات المسلحة لعام 2021″.
ولفت التقرير الأممي إلى أن إرهابيي “قسد” جنّدوا 221 طفلاً عام 2021، مشيراً إلى أنه منذ سنوات نشرت المنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة، عدة تقارير تؤكد أن “قسد” تقوم بتجنيد الأطفال، وهي تعتقل 43 طفلا، كما وثق التقرير استشهاد 55 طفلاً على أيدي الإرهابيين الانفصاليين ، واستشهاد 18 آخرين على يد تنظيمات إرهابية تابعة لها.
التقرير الأممي سلط الضوء أيضا على حالة من الغليان الشعبي ورفض أهالي الجزيرة لاستخدام أطفالهم وقودا في لعبة شرور و أطماع أميركا وأدواتها المرتزقة، وأشار إلى خروج العديد من عائلات الأطفال الذين تم تجنيدهم إجباراً وبالقوة في معسكرات (قسد) في مظاهرات احتجاجية ووقفات مناهضة لمآربها العدوانية، مطالبين بإعادة أطفالهم وفك أسرهم ووقف ترهيبهم .
ما أماطت اللثام عنه الأمم المتحدة جزء بسيط من الفظائع الوحشية المرتكبة من قبل إرهابيي “قسد” والانتهاكات الجسيمة بحق أهالي وأطفال الشمال والجزيرة السوريين، من دون وازع ضمير أو رادع إنساني أو أخلاقي، فما يجري من مشاهد إجرامية واستخدام الأطفال كحطب في أفران أطماعها الانفصالية، عدا عن تدمير المدارس ومحاربة التعليم، يفضح أكاذيب متزعميها بتحييد الطفولة خارج مراميهم الشيطانية ويفضح عدم التزامهم بالقوانين الدولية التي تعتبر استخدام الأطفال في الحروب جريمة بحق الإنسانية تستدعي التجريم والمساءلة الدولية.
السابق
التالي