الثورة- تقرير دينا الحمد:
معركة الأمعاء الخاوية، هي وجه آخر من أشكال المقاومة، يبديها الأسرى الفلسطينيون لمواجهة المحتل الإسرائيلي، فيتحول السجان إلى أسير لأوهامه بإمكانية كسر إرادة الصمود لدى الشعب الفلسطيني الذي يواجه الاحتلال بكل أشكال المقاومة المشروعة لتأكيد حقه المشروع بالأرض والحياة والحرية.
وخلف قضبان سجون الاحتلال، لطالما انتصر الأسرى الفلسطينيون على سجانيهم عبر اللجوء إلى الإضراب عن الطعام وتحمل الجوع، رغم ظروفهم الصحية القاسية بسبب سياسات الإهمال والتعذيب التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحقهم.
واليوم بدأ 75 أسيراً فلسطينيا في سجون الاحتلال الإسرائيلي، إضرابا مفتوحا عن الطعام، نصرة للأسيرين المضربين رائد ريان وخليل عواودة، رفضا لاعتقالهما الإداري المستمر، وسط ظروف صحية خطيرة، وذلك بعد فشل كافة المحاولات في الوصول إلى حل يضمن تحقيق حرّيتهما.
ومن أصل 75 أسيراً يواصل 40 منهم إضرابهم عن الطعام لليوم الثالث التوالي، وفق ما ذكرته وكالة وفا.
ونقلت الوكالة عن الناطق باسم هيئة شؤون الأسرى والمحررين حسن عبد ربه قوله اليوم، إن الأسير رائد ريان (28 عاما) من بلدة بيت دقو غرب القدس، يواصل إضرابه لليوم الـ109، وهو معتقل إداري منذ 3/11/2021، حيث صدر بحقه أمر اعتقال إداري لمدة ستة أشهر، وتم تجديده للمرة الثانية لمدة 6 أشهر، علما أنه أسير سابق أمضى ما يقارب 21 شهرا رهن الاعتقال الإداري، ويقبع حاليا في سجن “الرملة”.
وأضاف عبد ربه، أن سلطات الاحتلال ثبتت أمر تجديد الاعتقال الإداري للأسير عواودة (40 عاما) لأربعة أشهر، وهو قابل للتجديد لعدة مرات.
والأسير عواودة، من بلدة إذنا غرب الخليل، يواصل إضرابه الذي استأنفه في الثاني من الشهر الجاري، لليوم الـ23، بعد أن علقه في وقت سابق بعد 111 يوما من الإضراب استنادا إلى وعود بالإفراج عنه، إلا أن الاحتلال نكث بوعده وأصدر بحقه أمر اعتقال إداري جديد لمدة أربعة أشهر، علما أنه معتقل منذ 27/12/2021، وهو يرقد الآن في مستشفى تابع لقوات الاحتلال.
يشار إلى أنه يقبع في سجون الاحتلال الإسرائيلي نحو 682 أسيرا بموجب قرارات اعتقالات إدارية من بين حوالي 4600 أسير وأسيرة، ويقدر عدد قرارات الاعتقال الإداري منذ عام 1967 بأكثر من 54 ألف قرار.
وفي السياق، يواصل الأسرى الإداريون مقاطعتهم لمحاكم الاحتلال الإسرائيلي لليوم الـ204 على التوالي، وذلك في إطار مواجهتهم لجريمة الاعتقال الإداري.
وتتذرع سلطات الاحتلال وإدارات السجون، بأن الأسرى الإداريين لهم ملفات سرية لا يمكن الكشف عنها مطلقا، فلا يعرف الأسير مدة محكوميته ولا التهمة الموجهة إليه.
وغالبا ما يتعرض الأسير لتجديد مدة الاعتقال أكثر من مرة لمدة ثلاثة أشهر أو ستة أشهر أو ثمانية، وقد تصل أحيانا إلى سنة كاملة.