مشاهد متباينة للغاية يعكسها الواقع الخدمي للكثير من المناطق والأحياء السكنية في المدن والأرياف، حيث يسجل غياب الخدمات بأبسط أشكالها ومسمياتها عنواناً واضحاً في هذه المناطق مع تقصير حتى في وضع خطط للعمل لتلافي هذا التقصير، وتحسين واقع الخدمات المطلوبة والتي تفرضها الحاجة اليومية والملحة لأي منطقة سكنية بشكل عام.
ومع فترة الصيف ودرجات الحرارة المرتفعة تتفاقم مشاكل كثيرة وسلبيات لتردي واقع الخدمات، لاسيما منها مايتعلق بالنظافة ، حيث مشاهد القمامة والحاويات التي يعبث بمحتوياتها العديد من الأشخاص للبحث عن مطلبهم من نفايات بلاستيكية وكرتون وورق وغيره، لبيعها بعد نبش أكياس القمامة، وعبث الحيوانات بها من قطط وكلاب بحثاً عن أي طعام .
وفي حين توجد حاويات القمامة في المدن، هناك المناطق السكنية الكثيرة في القرى والأرياف تفتقد وجود أي حاويات ، حيث تنتشر أكياس القمامة بشكل عشوائي على جوانب الطرقات من دون وجود أي مكان محدد لتجميعها، مع بقائها معرضة للعبث نتيجة لتركها أياماً قبل ترحيلها من قبل البلديات المسؤولة عن ذلك والذي أيضاً يتم بعشوائية وسيارات غير مخصصة لترحيل القمامة كما في المدن.
ومع غياب المتابعة وعدم القيام بالترحيل اليومي لأكوام القمامة تكثر حشرات الصيف من ذباب وبرغش وغيرها، لتزيد من سلبيات هذا الواقع وتحدث الأمراض المختلفة، في وقت تتزايد فيه الحاجة لأي جهود وأعمال لتحسين واقع النظافة العامة والاهتمام بالبيئة من جميع الجوانب المتعلقة بها وبتشاركية بين مختلف الجهات المعنية بشأن كهذا .
واللافت في تردي تلك الخدمات ما تطلقه البلديات من حجج ومبررات غير منطقية أو مقبولة، لتدافع بها عن تقصيرها وحتى غياب إشرافها ومتابعتها لمجمل الخدمات الضرورية والمطلوبة في مناطق السكن، لاسيما الأساسية منها، حيث مازالت تعلق أسباب التقصير وصعوبات العمل على مشكلة قلة الإمكانيات والجوانب المادية وغيرها.
فالأعذار تبدو غير واقعية في ضوء ما تطلقه الجهات المعنية من تأكيدات على الاهتمام بالجوانب الخدمية والبنى التحتية للمناطق السكنية كافة، ففي حين هناك بلديات حاضرة بالاسم فقط، هناك بلديات تولي اهتماماً كبيراً ومتابعة حثيثة وتشاركية مع السكان لتحسين واقع الخدمات وحل أي مشاكل تعوق العمل للوصول لواقع مرضٍ في هذا الأمر.