الثورة – فاتن أحمد دعبول:
أقام مجمع اللغة العربية حفل استقبال للعضو الجديد الدكتور إياد الشطي في قاعة المحاضرات بالمجمع، وبحضور عدد كبير من أعضاء المجمع وبعض الوزراء والمهتمين بالشأن الثقافي.
د. محمود السيد: قيمة مضافة
بين د. محمود السيد رئيس المجمع، أن مجمع اللغة العربية في دمشق ومنذ تأسيسه أسهم في تعزيز تدريس العلوم الصحية باللغة العربية، ووضع المصطلحات الطبية بها، وإن انضمام الدكتور إياد الشطي إلى مجمع اللغة العربية يسهم بلا شك في تفعيل مناشطه وفعالياته، نظراً لما عرف عنه من كفاية وحماسة وانتماء وطني وقومي إلى أمته الماجدة ولغتها العربية الخالدة.
وأضاف في الحديث عن سيرة الشطي، أنه كان متميزاً في حياته الدراسية والتدريسية، وفي المواقع العلمية التي تبوّأها، فقد كان عميداً لكلية الطب، وتبوأ مهمة شؤون وزارة الصحة، ولمع اسمه وأداؤه في وزارته، هذا إلى جانب محاضراته الجامعية التي اتسمت بالوضوح والدقة ومواكبة آخر ما توصل إليه العلم في مجال العلوم الصحية.
وتطرق بدوره إلى أهمية اعتماد الأمم الحية كبيرها وصغيرها لغتها الأم في مناحي حياتها كافة، تعليماً وتواصلاً وإعلاماً، وقد أدركت سورية بأن لغتها القومية هي هويتها المميزة والمعبرة عن ذاتيتها الثقافية، رغم محاولات إبعاد اللغة العربية عن الحياة إبان عمليتي التتريك والفرنسة، وظلت متمسكة بها، ومحافظة عليها وحريصة على سلامتها وحمايتها.
د. لبانة مشوح: قامة علمية كبيرة
وبينت د. لبانة مشوح عضو مجمع اللغة العربية، أن إضافة قامة أضاءت ولا تزال سماء العلم، عطاء أكاديمي وطبي لا محدود ببعديه الوطني والإنساني، سيكون خير رديف لنا وداعم لجهودنا في إغناء لغتنا العربية، لغة الفكر والعلم، فهو من سدنة اللغة العربية، فقد عمل جاهداً مع المصطلحات الطبية، وبذل جهوداً كبيرة في توحيد المصطلح والبحث عن مقابلات عربية في رحلة طويلة مضنية.
وقدمت د. مشوح محطات من سيرة العضو الجديد الجديد الذي أظهر تفوقاً كبيراً في جميع مراحل تعليمه، وانتسب إلى كلية الطب بمعدل امتياز، واستمر شغفه بالبحث عن المقابلات العربية المناسبة للمصطلحات الطبية، ورغم تخصصه في الولايات المتحدة، لكنه آثر العودة إلى الوطن ليمارس مهنتي الطب والتعليم.
أما وظائفه ومهامه السابقة، فهي كثيرة” عميداً لكلية الطب، وزيراً للصحة..” وحصل على جوائز تقديرية عديدة، منها: جائزة المجلس الأعلى للعلوم، جائزة وليم لور للأبحاث، جائزة الإنجاز العلمي، وجائزة من الصليب الأحمر، ورغم أعبائه الكثيرة، فقد حرص على الإسهام في وضع المصطلح الطبي.
ومن جملة إسهاماته الترجمية، المشاركة عام 1944 في إعداد النسخة الرابعة من المعجم الطبي الموحد، وألف أربعة كتب في التشريح المرضي العام والخاص، وبرز جهده العلمي اللغوي، حين كان رئيس تحرير مجلة جامعة دمشق للعلوم الطبية، ولا سيما في عدد كبير من المقالات والدراسات المنشورة في مجلات محلية وعربية وعالمية، وسيكون عضواً فاعلاً ومحركاً نشطاً لجهود المجمع وإغناء العربية بفيض من المصطلحات العلمية.
الدكتور إياد الشطي: عضو موسوعي
وتوقف العضو الجديد د. إياد الشطي عند محطات من حياة سلفه محمد هيثم الخياط، الذي كان أصغر من استقبله المجمع كعضو ولما يبلغ من العمر أربعين عاماً بعد، وقد ترك بصمات واضحة في اللغة العربية والتعامل مع المصطلحات العلمية فيها، فأبدع في نظرية السلطان الجماعي وأجاد في إظهار الضرورة العلمية.
ولكن المحطة الرئيسة في حياته هي الحس الوطني العالي، فقد بادر أيام العدوان الثلاثي على البلاد على الاتصال بشركات الإغاثة لحشد عتاد الإغاثة الطبية وشحنه بأسرع الطرق إلى دمشق.
وكانت رسالته الأولى في الحياة هي تعريب العلوم وتوحيد مصطلحاتها، وقد اختير عضواً في لجنة توحيد المصطلحات التابعة لاتحاد الأطباء، وشارك في جلساتها حتى صدور الطبعة الأولى” الإنكليزية_العربية”، حتى صدور المعجم الطبي الموحد، الذي يعد اليوم خطوة نحو الوحدة العربية، وصورة مصغرة لها.
وقد دأب الخياط طيلة حياته على تقديم الدعم لمشاريع التعريب بأشكالها كافة، وقد رأى الكثير من اللغويين والمصطلحيين في منهجية المعجم الطبي الموحد أهمية تضاهي أهمية متن المعجم.
وعاش الخياط حياته كلها نفساً نفساً باللغة العربية، يحلم بها ويعمل لها ويدعو لنصرتها بأقواله وأفعاله، وساهم في إغناء لغة الطفل، من خلال قصص كتبها أعدت خصيصاً للأطفال، بلغة قصصية شيقة، وزينها بالرسوم الملونة.
وعالج المشكلات التي تواجهها المرأة في الوقت الحالي في ضوء التعاليم الإسلامية، واهتم بتوضيح مفهوم الوسطية والابتعاد عن التطرف.
ومن آرائه أن عمل المجمع لا يقتصر على وضع المصطلحات، بل أن يقود ركب التوعية والتنبيه ليجعل الفصحى لغة التخاطب العامة ولغة التعليم والتثقيف، وتعريف أبناء هذه الأمة بتراثهم.