الثورة- لقاء غصون سليمان:
عبروا دروب المجد من أوسع بواباته وكللوا خطواتهم بزهو النصر،هم أفق المدى وغاية الرجاء.. عيونهم ترنو حيث العلو والسمو، أعاروا جماجمهم للحق، أقسموا بيمين الشرف فكانت العقيدة حب الوطن والاستبسال في الدفاع عنه.
ارفع رأسك أنت في حضرة عيد العزة والكرامة.. عيد الجيش العربي السوري في ذكراه الـ٧٧ وتلك علامة النصر الأكبر في تاريخ هذا الشعب وهذه المنطقة.
في هذه المناسبة العظيمة خصٌ العميد الركن ياسر الجهني رئيس فرع الإعداد العقائدي في الإدارة السياسية صحيفة الثورة بحديث شيق فيه كل الغنى والكبرياء لمسيرة حرب وإعمار جسدت الكثير من المعاني الجوهرية في الذاكرة وعلى أرض الواقع حيث قال:
بمناسبة الذكرى السابعة والسبعين لتأسيس الجيش العربي السوري، وفي هذه المناسبة العظمية نوجّه التحية لشهدائنا الأبرار، الذين ضحّوا بدمائهم الذكية كي ينعم الوطن بالأمن والأمان والشفاء العاجل لجرحانا الأبطال.
* مسيرة الجيش العربي السوري وانتصاراته على مدار العقود الماضية مسيرة مشرفة بالدفاع عن الأرض والحقوق، فما هي أهمّ المحطّات النّضالية ووقفات العزّ التي أثبت الجيش العربي السوري عبرها أنّه ضمانةٌ وطنيةٌ لجميع السوريين؟.
في الأول من آب من كلّ عام تحتفل جماهير أمتنا وقواتنا المسلحة بذكرى تأسيس جيشنا الباسل، الذي كان ومازال عنواناً للنصر، يصون الحضارة والمقدسات مكرساً الانتماء للوطن، وبخاصة أنه منذ تأسيسه عام 1945م سطّر أروع ملاحم البطولة والتضحية والفداء دفاعاً عن المصالح الوطنية والقومية.
وهاهو اليوم يواجه بكلّ إصرار واقتدار قوى الشّر العالمية، ويدافع عن تاريخ الأمة العربية وحاضرها ومستقبلها، ويصنع انتصاراتها رغم أنوف طواغيت الكون.
مؤسسة وطنية رائدة بامتياز
إنّ مسيرة الجيش العربي السوري وانتصاراته على مدار العقود الماضية تثبت أنه مؤسسة وطنية رائدة بامتياز، وهو يمزج عقيدته القتالية بهوية الانتماء الخالص للوطن والدفاع عن مقدساته، فالجيش العربي السوري يختزن في تكوينه النسيج السوري على امتداد جغرافية الوطن، وهذا هو سرّ صموده وانتصاره في كل المعارك التي خاضها، باختصار يمكن القول: لقد جسّد الجيش العربي السوري في شعاره «وطن شرف إخلاص» معاني الدفاع عن الوجود والمصير والحقوق والحفاظ على السيادة وصون الأرض والدفاع عنها.
وأضاف العميد الركن الجهني: لقد كان جيشنا الباسل بالمرصاد لكلّ المؤامرات التي حيكت ضد سورية، فمنذ بدايات ومراحل نشوئه قدّم التضحيات لتحرير الأرض والدفاع عن عروبة فلسطين ومقاومة الأحلاف الاستعمارية ومواجهة العدوان الصهيوني خلال حرب تشرين التحريرية، وجميع الحروب التي خاضها على ثرى الجولان وجنوب لبنان وفلسطين، وهو اليوم يؤدّي رسالته بأمانة وإخلاص في التصدي للحرب الإرهابية، التي تشنها الدول الاستعمارية على بلدنا عبر وكلائها مستخدمةً أقذر الوسائل التحريضية والمالية والاستخباراتية والتغطية الدبلوماسية والإعلامية لجرائمهم؛ التي كان مخططاً لها أن تنشر التشظية والتفتيت في جميع دول المنطقة، لكن صمود الجيش العربي السوري وتضحياته قوّض أهداف المشروع التفتيتي، وأثبت للعالم أجمع أنه الحارس الأمين للوحدة الوطنية وضامن تماسك الجبهة الداخلية، وهاهو اليوم يواصل حربه على الإرهاب لتطهير الأرض من رجس المجموعات الإرهابية المسلحة، عدته في ذلك الحالة الشعبية التي منحته ثقتها ووقفت خلفه تسانده، بالإضافة إلى الرصيد الكبير من القدرات على التعامل مع مختلف التحديات والأخطار والاعتداءات مهما تعددت أشكالها ومسمياتها.
وقد أثبت جيشنا الباسل أنه مدرسة وطنية بامتياز، واستطاع أن يجمع السوريين حوله عبر ما أبداه من تماسك وقدرة على تحصين الوطن وحمايته من المتآمرين، الأمر الذي عزّز ثقة السوريين بجيشهم العقائدي الذي حمى المواطنين والمؤسسات العامة والخاصة، واستعاد بجدارة بسط السيطرة على معظم الأرض وتطهيرها من رجس الإرهاب.
عقيدته الوطنية الانتماء للشعب
ورداً على سؤال حول العلاقة بين المؤسسة العسكرية والشعب السوري، أوضح العميد الركن الجهني أن الشعب الذي احتضن الجيش هو نفسه الجيش الذي كان وفياً لهذا الشعب في حمايته والدفاع عنه بمواجهة الإرهاب بمختلف أشكاله المدعوم أمريكياً وتركياً وإسرائيلياً.
فالعقيدة الوطنية للجيش العربي السوري هي عقيدة الانتماء لهذا الشعب، فالجيش العربي السوري هو جيش وطني بامتياز مؤمن بعقيدة الشعب، ويعمل على حماية مكتسبات ومنجزات الشعب.
والجيش العربي السوري هو جيش عقائدي مؤمن بقضية وطنه وشعبه، له دور اجتماعي يتجسد في مشاركته بفعالية في الحياة السياسية والفكرية والثقافية وفي مسيرة التنمية والإعمار في البلاد، هذا إلى جانب دوره في الدفاع عن الوطن وتجسد ذلك بتحقيق التلاحم بين الجيش والشعب ومساعدة الشعب للجيش على أرض المعركة، والمساهمة في حراسة المنشآت العامة
والمشاركة في المحافظة على النظام، كل ذلك يعزّز الشعور لدى مقاتلي الجيش بوقوف الشعب ورائهم وهذا مايعمق التعاون المتبادل في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية.
منظومة متكاملة من القيم الوطنية
*حقّقت القوات المسلحة إنجازاتٍ كبيرة خلال مسيرتها الطويلة ومازالت مستمرة حتى اليوم في ظل رعاية السيد الرئيس الفريق بشار الأسد.
بالتأكيد حظيت قواتنا المسلحة الباسلة برعاية كبيرة من السيد الرئيس الفريق بشار الأسد من حيث الاهتمام وإعداد الجيش وتطوير قدراته البشرية والقتالية كماً ونوعاً وفي مختلف المجالات، ولقد تابع سيادته مسيرة تعزيز قدراتها العسكرية والتدريبية للارتقاء بمستواها القتالي لتتمكّن من أداء مهامها ومواكبة نهضة الوطن، كما أولى الرئيس الأسد أهميةً بالغةً للإنسان المقاتل وعمله وعطائه، الأمر الذي انعكس إيجاباً في هذه الحرب التي تخوضها سورية ضد قوى العدوان فالحرب التي يخوضها جيشنا الباسل منذ ما يزيد على أحدى عشر عاماً بيّنت بالدليل القاطع أن انتصاراته وإنجازاته؛ هي نتاج سلسلة طويلة من البناء القتالي والعقائدي الذي جعله من أهم الجيوش على مستوى المنطقة، وها هو اليوم يسطّر في كل يوم قصة بطولة جديدة ويسحق الإرهاب وأدوات العدو الصهيوني وعملاءه المأجورين، ويزرع الأمن والطمأنينة في قلوب أبناء الوطن الذي التفوا حوله يلتمسون الأمان والعيش الكريم، وفي هذا يقول السيد الرئيس الفريق بشار الأسد: «ستبقى قواتنا المسلحة رمزاً للشرف والانضباط والسلوكية الوطنية والقومية، وستكون دائماً موضع عنايتنا واهتمامنا لتبقى قادرة على القيام بمهامها عندما يدعوها الواجب».
وأثبت رجال قواتنا المسلحة أنهم كذلك، وأنهم على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقهم والآمال المعلقة عليهم، وقد تحول كل مقاتل إلى منظومة متكاملة من القيم الوطنية المحصنة بقدرات نوعية ومهارات فائقة تركت بصماتها الواضحة في الميدان.
وفي هذه المناسبة العظيمة: نعاهد شعبنا وقائدنا السيد الرئيس الفريق بشار الأسد بأن نبقى الجند الأوفياء والعين الساهرة؛ التي تسور حدود الوطن وتطهير تراب الوطن، من رجس الإرهاب و داعميه لكي ينعم أبناؤه بالأمن والأمان.