سفر الختام – الإصحاح الثامن عشر..لا نهر نعود إليه

ومن تصاريف حياتنا يوم عانينا ذاك الفقر الأسود وكنا اعتقدنا أن لا عودة له، حتى غدت راياته قادمة لا تخطئها عين، نسيان النظافة والاستغناء عنها بالتحدي!.

كنا نتحدى القمل والبراغيث والجرذان والفئران .. وكل منتجات الأوساخ التي تلحق بالجسد البشري بشيء من ماء وما لا يذكر من صوابين أو نباتات نستخدمها لتعزيز فرص النظافة وتحقيق النصر على جحافل تلك الكائنات التي ذكرناها وما نسيناه منها و ما هو منظور أو غير منظور.

لم يكن في أي بيت ما يسمى حماماً .. السترة وفقط .. “طنجرة” كبيرة من ماء ساخن تقريباً .. أو “دست” .. و”طشت” ولوح صابون يتحدى الحك والماء ويبخل برغوته.. وكمية من الماء تنقل من النهر بصفائح تنك أو جرار الفخار على ظهور الدواب .. أو أكتاف النساء .. بضعة كيلو مترات تسلقاً .. من أعماق النهر الجميل الذي قضوا عليه بالصرف ” اللاصحي ” إلى بيوت القرية.

أما غسيل الألبسة والشراشف والأغطية والمناشف “ولا حاجة للمناشف .. كنا نتنشف بتبخير قطرات الماء عن أجسادنا ..شاءت أم أبت .. ” فكان يضني حياة النساء بجد.. وكنَّ يستخدمن المخابط الخشبية لفكفكة الأوساخ المتراكمة.. المتيبسة غالباً .. على تلك الألبسة والقمائش!!

كان الغسيل في الشتاء أعمالاً شاقة بجد .. حتى إذا حل الصيف .. تعلمت النساء أن يحملن رزم الثياب المتسخة إلى النهر .. فيفترشن أحجاره وحصاه البيضاء الناعمة .. وكان لهن موقع محدد للغسيل يضرمن فيه النيران لتسخين الماء وغسل الملابس .. وكان المكان محظوراً على الرجال .. فمن اضطر غير باغ أو مستبيح ، استلزمه التنبيه والنداء على السيدات بوجوب الاحتشام .. والتستر ..

كان غسيل الملابس في النهر يستوجب النهار كله .. ويختتم بأن تنال السيدات كل منهن حماماً في الهواء الطلق … منتقية زاوية خلف صخرة أو شجرة لم يكن يستحيل على الرجال الباغين ” البصبصة ” من بعيد عليها .. لكنه كان عملاً منبوذاً يجلب البهدلة والقتلة غالباً ..

أتراه لو عاد اليوم غسيل الملابس والحمام في المرحوم النهر .. ستكون البصبصة على الغسالات البشرية مستوجباً هذا الرفض الاجتماعي القطعي؟!

ما العمل إن اضطررنا بسبب فقدان الكهرباء والماء ووسائل النظافة الأخرى إلى الخروج قاصدين النهر لغسل الملابس .. و ربما الأجسام أيضاً..

ربما لن نصل هذه الحالة رغم بؤسنا الراهن الشديد..

إن حصل!! .. لا أعتقد أن السيدات سيتصدين لتلك المهمات الخطيرة.. ولا بد من أن يقوم بها الرجال … لكن ..

أين النهر ؟!

As.abboud@gmail.com

 

 

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة