الثــــورة:
النشاط الكهربائي للجلد، هو ظاهرة كهربائية يتأثر خلالها الجلد بنشاط الدماغ المرتبط بالحالة العاطفية؛ إذ يمكن أن تسبب الضغوط الداخلية، سواء كانت ناتجة عن الألم أو الإرهاق أو جدول مزدحم خصوصاً، في حدوث تغييرات بهذا النشاط، يمكن ربطها بشكل مباشر بالحالات العقلية.
وفي سعيهم للاستفادة من وجود هذا النشاط، توصل باحثون إلى تطوير تقنية سمُّوها «مراقب العقل»، يمكن ارتداؤها، بحيث تستطيع تشخيص الحالة العقلية من خلال الجلد، وبالتالي يمكن أن تقدم تنبيهات من شأنها مساعدتهم على العودة إلى حالة ذهنية أكثر حيادية. فعلى سبيل المثال، إذا كان الشخص يعاني من نوبة شديدة من الإجهاد المرتبط بالعمل، يمكن للتقنية التقاط هذا وتشغيل بعض الموسيقى الهادئة تلقائياً.
ووفق دراسة عن هذه التقنية الفريدة، فإنها تعتمد على تتبع نشاط غدد إفراز العرق، إذ يوفر ذلك نظرة ثاقبة استثنائية لاستنتاج نشاط الدماغ.
وجُربت هذه التقنية على 26 فرداً سليماً، وأظهر الباحثون أن بإمكانهم فك رموز إشارات الدماغ بدرجة عالية من الموثوقية، في غضون ثوانٍ قليلة، وهذا يعني أن هذه التقنية للمراقبة التي يمكن ارتداؤها، قادرة على تحقيق سرعة لا تصدق وموثوقية غير عادية.
حيث سيكون لهذه التقنية العديد من التطبيقات، مثل المساعدة في تتبع الصحة العقلية كاضطرابات ما بعد الصدمة، والتهيج المفرط، والميل إلى الانتحار، كما يمكن أن تساعد في تحسين الإنتاجية الفردية ونوعية الحياة، إذ يتغير أداء الفرد بناءً على مستويات الإثارة لديه. على سبيل المثال، يمكن أن تؤدي المستويات المنخفضة جداً أو العالية جداً من الإثارة إلى ضعف الأداء، ومن ثَم يمكن الاستفادة من التشخيص الذي توفره الأداة لتطوير تدخلات لتحسين الإنتاجية.
ومثال آخر على أحد التطبيقات المهمة للجهاز، هو مريض حديث الولادة يعاني من ألم شديد بعد إجراء جراحي، ولا يمكنه التعبير عن درجة معاناته، في هذه الحالة يمكن للأطباء استخدام تسجيلات الجهاز، واستنتاج نشاط الدماغ لتقييم مدى الألم الذي يعاني منه المريض الرضيع والتدخل حسب الحاجة.
يمكن أن يمثل هذا الجهاز اختراقاً في مجال رعاية الصحة العقلية، ويمكن أن تساعد مراقبة الحالة العقلية للأشخاص المستضعفين، في الحصول على رعاية أكثر فعالية، والوقاية من العواقب الوخيمة لتدهور الصحة العقلية أو التقلبات المزاجية.