حماقة جديدة ارتكبتها الولايات المتحدة من خلال زيارة بيلوسي إلى تايوان، إذ قدمت دليلاً آخر يثبت أنها الخطر الأكبر على الأمن والسلم العالميين، حيث هدف الزيارة يتمثل في تأجيج نزعة الانفصال لدى القوى الساعية له في الجزيرة الصينية، وبالتالي الدفع لتكون تايوان جزءاً من التحالفات العدائية التي تنشئها الولايات المتحدة ضد الصين، وهذا سيكون له تداعيات كبيرة على أمن واستقرار منطقة آسيا والمحيط الهادئ، حيث لن تقف بكين مكتوفة الأيدي إزاء ما يحضر لها من سيناريوهات أميركية، على غرار ما يحصل في أوكرانيا.
الحماقة الأميركية، تكمن أكثر في أن تلك الزيارة وما أثير من ضجيج أميركي حولها بأنها أعطت الصين المبرر القوي لإعادة العمل على إعادة الجزيرة إلى حضن وطنها الأم، ولو عن طريق القوة، وقد أكدت الخارجية الصينية على هذا الأمر بالقول “إن التوحيد الكامل للصين مع هذه الجزيرة، يعتبر نزعة عامة وحتمية تاريخية”، وانطلاقاً من ذلك فإن الصين سوف تسرع في المرحلة القادمة من اتخاذ كافة الخطوات والإجراءات المضادة اللازمة لحماية سيادتها الوطنية وسلامة أراضيها بحزم، وصولا لهدف إعادة توحيد هذه الجزيرة مع البر الصيني الرئيسي، تطبيقاً لمبدأ “صين واحدة” الذي يحظى بإجماع عالمي، ويشكل خطّاً أحمر بالنسبة للصين، ممنوع على أحد تجاوزه.
الولايات المتحدة تحاول إشعال أزمة وحرب أخرى تضيف المزيد من التوتر على الساحة العالمية، ربما لصرف النظر عن أزماتها الداخلية، وللتغطية على فشلها المتراكم على أكثر من جبهة دولية، أو ربما لتضع الصين في موقف الضعف أمام إصرار واشنطن على تنفيذ مخططاتها في سياق استفزازاتها المتصاعدة ضد بكين، ولكن الصين لن تنتظر طويلاً للرد على الحماقة الأميركية، وكل إجراءاتها الجوابية الأولية، من تحركات عسكرية ومناورات جوية وبحرية، لا بد وأن تتبعها خطوات أخرى، وما على واشنطن والقوى الانفصالية في تايوان سوى الانتظار وتحمل المسؤولية عن العواقب والتداعيات في قادم الأيام.