عادة ما يتبجح قادة الكيان الصهيوني الإرهابي بجرائم جيشهم المحتل وقدرته على قتل المدنيين الأبرياء محاولين زرع فكرة التفوق العسكري، لكن من يرى مستوطني هذا الكيان ومسؤولية وهم يهرعون للملاجئ خوفاً على حياتهم من ضربات المقاومة، يتأكد من جبن هذا الكيان وعدم قدرته على تحمل تبعات إرهابه المتواصل.
صحيح أن الإرهاب الصهيوني في الأيام الثلاثة الماضية أدى إلى ارتقاء44 شهيداً بينهم 15 طفلاً، و4 نساء، وإصابة نحو 360 مدنياً في قطاع غزة حسب وزارة الصحة الفلسطينية، وهو أقصى ما يستطيعه هذا الكيان تجاه شعب أعزل، إلا أن رد المقاومة على العدوان شلّ أجواء الكيان وعطل حركة الطيران في أهم مطاراته وخاصة مطار الارهابي بن غوريون، ما يعني أن أي حرب إقليمية قادمة ستجعل الكيان أشبه بسجن كبير يعيش أغلب مستوطنيه وقادته في الملاجئ مذعورين وقد تعطلت حياتهم بكليتها وباتوا منفصلين عن العالم، وهو ما يؤكد ماقاله السيد حسن نصر الله في خطاب شهير بأن “إسرائيل” أوهن من بيت العنكبوت.
لقد بات واضحاً أن الصهاينة يستطيعون شن العدوان وارتكاب المجازر ولكنّهم لا يستطيعون تحمل كلفة أفعالهم الجبانة، وهذا ما جعلهم يقبلون بتهدئة تلبّي شروط فصائل المقاومة في القطاع أكثرما تلبي طموحات الكيان، ولو كان العدوان نجح في تحقيق الأهداف الإسرائيلية لما توقف بهذه السرعة، وهو مؤشر على هزالة الكيان وضعف جبهته الداخلية وجبن حكامه الارهابيين، ممن يصدرون أوامر القتل والاغتيال من أماكن تحت الأرض خوفاً من أن تطالهم صواريخ المقاومة.
لقد حسم التصعيد الأخير وسرعة التوصل إلى تهدئة بأن الكيان الصهيوني لا يستطيع خوض حرب كبيرة وطويلة كما كان يتوهم، فأقصى ما يستطيع فعّله هو شن عدوان محدود وسريع ومن ثم الاختباء اتقاء للرد، فلا خوف منه مهما تعاظمت قوته العسكرية ومهما تلقى من الدعم الأميركي والغربي طالما الخوف والرعب يسيطر عليه وعلى مجتمعه وحكامه.