في ميزان التربية

لا نعلم إن كانت تلك الورشات التي تقام في قاعات الفنادق الفخمة المكيفة والمرفهة والتي تناقش صعوبات وعقبات ومشكلات عدد من القطاعات والمجالات ستتمكن من ملامسة الواقع الحالي وتعايش تفاصيل تلك المشكلات وارتداداتها السلبية على الأفراد والمجتمع، وستضع الحلول والمعالجات المقترحة موضع التنفيذ.

فاليوم وبينما يواجه القطاع التربوي الكثير الكثير من المشكلات بدءاً من نقص المعلمين في مدارس الأرياف وحتى المدن، والتراجع الواضح بمستوى التدريس والتعليم في المدارس العامة، وتحول ظاهرة الدروس الخصوصية إلى قاعدة ضرورية ولازمة وملزمة للأهل بحيث لم يعد بالإمكان الاستغناء عنها في الغياب الواضح لدور المدرسة التعليمي، ثم نأتي إلى الدور التربوي الذي اضمحل بشكل كبير وغاب هو الآخر في ضوء تعليمات وقرارات حيدت دور المعلم (المربي) وساهمت في خلق فجوة بين الطالب والمعلم والكادر الإداري في المدرسة.

المفارقة اليوم أن الحديث الرائج هو أن الدوام المدرسي بات عبئاً على الطالب والأهل في وقت يضطر فيه الطالب إلى اللجوء إلى الدروس الخصوصية، حيث بات ينظر إلى الدوام المدرسي على أنه مضيعة لوقت الطالب الذي سيكون لديه دوام آخر بعد المدرسة في الدورات أو الدروس الخصوصية.

ونعود هنا للحديث عن ورشات العمل التي أقامتها وزارة التربية هذا العام والعام الفائت والتي بالفعل تناولت عناوين مهمة وضرورية، فأين منعكسات تلك الورشات على الواقع التربوي وعلى الطلاب والمدرسين والكوادر الإدارية والتعليمة وعلى جودة التعليم والمناهج…؟؟؟

ولعلنا لم نكد ننسى ما حصل هذا العام عند صدور نتائج شهادة التعليم الثانوي وحجم الاعتراضات غير المسبوق لطلاب شعروا بأنهم لم يحصلوا على العلامة التي يستحقونها، هذا إلى جانب الكثير من التفاصيل المتعلقة بالمراكز وواقع المراقبة، لنأتي إلى نتائج التعليم الأساسي أيضاً والتي لم تخل من الهنات منذ لحظة صدورها والتعثر الذي شهدته آلية الصدور وصولاً إلى التظلم الذي عبر عنه الكثير من الطلاب بخصوص العلامات المستحقة..

وجميعنا يعلم ما لهذا القطاع من أهمية وحساسية لارتباطه بمستقبل البلاد حيث إن هذا العدد الكبير من الطلاب والتلاميذ الذين يتجهون كل صباح إلى مدارسهم هم عدة المستقبل وهم المعول عليهم في قادم الأيام ليكونوا في مختلف مواقع العمل والبناء، وإن إعدادهم وتنشئتهم علمياً وتربوياً بالشكل الأمثل يعتبر الحجر الأساس في ضمان مستقبل مزدهر وآمن للبلاد، وإن التفريط بأي واجب تجاه هؤلاء لا يصب في مصلحة هذا المستقبل ويؤدي إلى اختلال توازنه وحرفه عن أهدافه وما نتطلع إليه.

العبرة من القول هنا وما نود الإشارة إليه هو السؤال هل الغاية إقامة ورشات عمل تحت عناوين مبهرة واستخدام تعابير ومصطلحات رنانة خلالها فقط، أم أن الغاية هي الوصول إلى حلول ومعالجات لما يعانيه الواقع التربوي من خلال تلك الورشات..؟؟

فما نراه اليوم من مؤشرات ترتبط بالواقع التربوي يتطلب الوقوف عند كل التفاصيل والبحث في أسباب الخلل في المشهد التربوي (معظمها بات معروفاً)، فصناعة المستقبل تبدأ من اليوم، وإن كنا فعلاً حريصين على بناء مستقبل مزدهر للبلاد فالبداية هي من إعادة التوازن للقطاع التربوي الذي شابه ما شابه من خلل في الكثير من تفاصيله…

آخر الأخبار
معلوف لـ"الثورة": الحكومة الجديدة خطوة في الاتجاه الصحيح ديب لـ"الثورة": تفعيل تشاركية القطاع الخاص مع تطلعات الحكومة الجديدة  سوريا: الدعم الدولي لتشكيل الحكومة حافز قوي لمواصلة مسيرة الإصلاحات البدء بإصلاح خطوط الكهرباء الرئيسية المغذية لمحافظة درعا الوقوف على جاهزية مستشفى الجولان الوطني ومنظومة الإسعاف القضاء الفرنسي يدين لوبان بالاختلاس ويمنعها من الترشح للرئاسة الإنفاق والاستهلاك في الأعياد بين انتعاش مؤقت وتضخم قادم إصدار ليرة سورية جديدة، حاجة أم رفاه؟ من كنيسة سيدة دمشق.. هنا الجامع الأموي بيربوك من كييف: بوتين لايريد السلام ويراهن على عامل الوقت The New York Times: توغلات إسرائيل داخل سوريا ولبنان تنبئ باحتلال طويل الأمد الاحتلال يواصل خرق الاتفاق..غارة جديدة على الضاحية ولبنان يدين السوداني يؤكد للرئيس الشرع وقوف العراق إلى جانب خيارات الشعب السوري السعودية: 122 مليون مسلم قصدوا الحرمين الشريفين في رمضان مسيرات للسلام والاحتفال بعيد الفطر في ريف دمشق سرقة أجزاء من خط الكهرباء الرئيسي المغذي لمحافظتي درعا والسويداء الاحتلال يصعد عمليات الهدم والتهجير القسري في طولكرم ومخيمها إسبانيا وبولندا ترحبان بإعلان تشكيل الحكومة السورية "تجارة حلب" تختتم فعاليات مهرجان رمضان الخير وليالي رمضان مُحي الدين لـ"الثورة": نجاح الحكومة يستند إلى التنوع واختلاف الآراء والطاقات الشابة