الثورة:
أكد نائب القائد العام للجيش والقوات المسلحة وزير الدفاع العماد علي محمود عباس أن سورية وبدعم من الدول الصديقة تتقدم بخطى ثابتة نحو تحقيق النصر النهائي على الإرهاب وإعادة الاستقرار مشدداً على وجوب خروج جميع القوات الأجنبية الموجودة بشكل غير شرعي على أراضيها لبسط سيطرة الدولة عليها والتمكن من استثمار مواردها الوطنية التي تتعرض للنهب والسرقة.
وقال العماد عباس في كلمة اليوم خلال مشاركته بمؤتمر موسكو العاشر للأمن الدولي: “يسرني أن أشارك معكم اليوم للمرة الأولى في هذا اللقاء المهم والغني وهذا المؤتمر تزداد أهميته في كل عام تبعاً لازدياد المخاطر التي تهدد الأمن الدولي والتحديات التي تواجه دولنا والتي تفرض علينا تكثيف الجهود والتعاون لما فيه خير بلداننا وشعوبنا جمعاء”.
وبين العماد عباس أن منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا لديها تاريخ عريق وثقافة مميزة وموارد غنية الأمر الذي جعلها عرضة للاستعمار والتدخل الخارجي تحت عناوين ومسميات براقة لكن بمضامين مزيفة ما أدى إلى تشابك الصراعات وتأثر عملية التنمية بشكل كبير وفي كثير من الحالات كان الإرهاب ودعمه وتمويله الأداة الأساسية لزعزعة الأمن وخلق الفوضى وتدمير مقدرات الدول وقد وصل هذ التدخل الخارجي حد العدوان العسكري المباشر كما حصل في سورية والعراق وليبيا وأفغانستان وغيرها.
وأضاف العماد عباس “إن اجتماعنا اليوم يأتي في ظل تطورات مهمة يشهدها العالم بأسره ناجمة عن استمرار تفشي وباء “كوفيد 19″ حيث فرض على دولنا تحديات اقتصادية كبيرة ولا سيما بلدان منطقتنا العربية وأفريقيا التي تعاني أصلاً من الإرهاب والحروب وتزداد التحديات التي تواجه العالم خطورة مع استمرار التآمر الأمريكي الغربي على روسيا في محاولة لمحاصرتها وعزلها وخلق منطقة غير مستقرة حولها انطلاقاً من أوكرانيا بهدف الضغط عليها ومنعها من متابعة الصعود والتقدم الذي تحققه والذي بدأ يرسم معالم نظام عالمي جديد وانتهاء نظام القطب الواحد”.
وأوضح وزير الدفاع أن كل ما نشهده اليوم من تطورات وتغيرات وأحداث يؤكد ان مخططات الدول التي نشرت الإرهاب والمخابر البيولوجية ودعمت العملاء الذين باعوا اوطانهم لتنفيذ مشاريع استعمارية لمواصلة الهيمنة على العالم والتحكم بمقدرات الشعوب المستقلة التي ترفض الانصياع سيكون مصيرها الفشل مؤكداً أن مؤتمر موسكو للأمن يكتسب أهمية كبرى تفرضها الضرورة الملحة لمواجهة مشاريع الهيمنة والاستعمار الأمريكية الغربية والظروف الاقتصادية الصعبة المفروضة علينا جراء تطورات الأحداث المتسارعة.
وأكد العماد عباس على ضرورة أن تتركز جهود الجميع على ضمان مستقبل يكون مبنياً على احترام القانون الدولي وإقامة علاقات طبيعية بين الدول تنطلق من احترام الحقوق ومبادئ السيادة والتكافؤ والمصالح المشتركة والإرادة المستقلة.
وأضاف العماد عباس: “سورية وعلى الرغم من الحرب الإرهابية المتواصلة منذ 11 عاماً صامدة بفضل التضحيات الكبرى التي قدمها شعبنا وجيشنا دفاعاً عن أرضنا وسيادتنا وقيمنا وحضارتنا الإنسانية القديمة قدم التاريخ والتي حاول داعمو الإرهاب تدميرها وتشويه معالمها عبر تنظيمات صنعوها ودربوها مثل “داعش” و”النصرة” وغيرها ونحن اليوم في ظل التعاون المستمر والمشترك مع أصدقائنا في روسيا وإيران والصين وغيرها من الدول الصديقة نتقدم بخطى واثقة على طريق ترسيخ الاستقرار في كل شبر من أرضنا وإعادة البناء والإعمار”.
وجدد وزير الدفاع مطالبة سورية المجتمع الدولي بالضغط لرفع الإجراءات القسرية الجائرة المفروضة عليها من قبل الولايات المتحدة وبعض الأنظمة الإقليمية والغربية التي تسير في ركبها والتي لا تريد لها أن تستعيد عافيتها وألقها بل تواصل دعم التنظيمات الإرهابية والميليشيات الانفصالية التي تعيث فساداً في سورية وتعتدي على المواطنين الأبرياء وتحاول إحداث تغيير ديموغرافي استعماري واضح في المناطق التي تحتلها وتتواجد فيها مؤكداً ضرورة إنهاء الاحتلال الأمريكي والتركي الموجود في أجزاء من الأراضي السورية لبسط سيطرة الدولة عليها والتمكن من استثمار مواردها الوطنية التي تتعرض للنهب والسرقة ووجوب وقف الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على الأراضي السورية والتي تشكل انتهاكاً سافراً لسيادة سورية واستقلالها وللمواثيق الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وقال وزير الدفاع “إن كنا اليوم مجتمعين لمناقشة قضايا الأمن وسبل التعاون بين دولنا فلا بد لنا أن نكون يداً واحدة في مواجهة أساليب العدوان والهيمنة التي تمارسها الولايات المتحدة ومن يدور في فلكها من دول الغرب الاستعماري التي تهدد اليوم بمشاريعها ومخططاتها الأمن العالمي والسلم الدولي حيث تواصل نشر الفوضى وتعرقل جميع المبادرات الرامية لإحلال السلام وتمنع إرساء الأمن والاستقرار” لافتاً إلى أن المهتم بالتاريخ يدرك أن هؤلاء المستعمرين لطالما حاولوا السيطرة على ثروات الشعوب ومقدراتها ولذا فقد شهدنا وما نزال محاولاتهم المستمرة لزعزعة الأمن والاستقرار في بلداننا ودعم التنظيمات الإرهابية لتحقيق مآربهم واليوم لا يخرج عن السياق ذاته ما تقوم به الولايات المتحدة ودول الناتو من دعم النازيين الجدد في أوكرانيا للأسباب العدوانية الاستعمارية نفسها.
وأكد العماد عباس أن روسيا بقيادتها السياسية والعسكرية وعلى رأسها الرئيس فلاديمير بوتين وبالتعاون مع اصدقائها قادرة على وضع حد للغطرسة الأمريكية والتعنت الأوروبي وإعادة الأمور إلى نصابها وفرض احترام القانون الدولي على كل من يحاول العبث به والإخلال بموازينه ومن هنا فإن الواجب يفرض علينا مزيداً من العمل وبذل أقصى الجهود للتصدي لهذه السياسات العدوانية التخريبية التي لن تؤدي إلا إلى استمرار الفوضى والدمار وانتشار الإرهاب والكوارث والنزاعات وبالتالي استمرار معاناة الشعوب التي تواجه أخطاراً جمة تفرضها الأوبئة وانعدام الأمن الغذائي والاجتماعي ما يوجب وضع آليات فاعلة للحد من هذه المعاناة ورسم مستقبل أفضل لأجيالنا القادمة يكون عنوانه الأبرز المحبة والسلام والاستقرار.
وشدد العماد عباس على أن سورية بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد تتطلع قدما إلى تعزيز التعاون مع الدول الصديقة والحليفة في المجالات كافة ولا سيما في مجال مكافحة الإرهاب وإعادة الإعمار وترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم وتطالب في الوقت ذاته المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته الأخلاقية والإنسانية تجاه جميع شعوب منطقتنا التي تعاني ويلات الحروب والدمار والإرهاب والأوبئة وتتعرض لتدمير ممنهج يستهدف تاريخها وحضارتها الإنسانية فحق الحياة وتقرير المصير يجب أن يكون مصاناً بعيداً عن الظلم والهيمنة والاستغلال الذي تمارسه بعض القوى والأنظمة الداعمة للإرهاب والتي لا تقيم وزناً لأي قانون أو شريعة أو مبادئ إنسانية أو أخلاقية.
وقال وزير الدفاع: “فلنعمل معا لما فيه خير بلداننا وشعوبنا وبالنيابة عن القيادة السورية وباسم الشعب السوري أؤكد لكم أن أبواب سورية وقلوب شعبها العريق مفتوحة دائمة لكل من جاء صديقاً ومحباً أما أولئك الذين يستهدفون أرضنا وتاريخنا ومستقبلنا بالعدوان والدمار فسيجدون أمامهم شعباً يرفض الذل والهوان ويقدم كل التضحية في سبيل أرضه الغالية وكرامة وطنه”.