الثورة:
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الوضع في العالم يتغير بشكل ديناميكي، حيث يختار المزيد والمزيد من الدول والشعوب طريق التنمية السيادية، مشيرا إلى أن الدول الغربية تحاول الحفاظ على الهيمنة من خلال تنفيذ سياسة الاحتواء وتقويض أي مسارات تنمية بديلة لدول أخرى.
وقال بوتين في خطاب أمام مؤتمر موسكو الدولي العاشر للأمن، صباح اليوم الثلاثاء، أن نموذج العولمة الحالي للعالم محكوم عليه بالفشل، بغض النظر عن مدى تمسك المستفيدين منه بالوضع الراهن، لافتا إلى أن روسيا سوف تعمل جنبا إلى جنب مع حلفائها وشركائها والدول ذات التفكير المماثل على تحسين الآليات الراهنة للأمن الدولي وإنشاء آليات جديدة.
وبحسب وكالتي نوفوستي وسبوتنيك، أكد الرئيس الروسي على إصرار روسيا على تعزيز قواتها المسلحة، وغيرها من الهياكل الأمنية، واتخاذ خطوات من شأنها أن تساعد في بناء عالم أكثر ديمقراطية، يحمي حقوق جميع الشعوب، ويضمن التنوع الثقافي والحضاري، وقال: “علينا استعادة احترام القانون الدولي وقواعده ومبادئه الأساسية، وأن سياسة العولمة والأحادية القطبية فشلت ولم تحقق شيئا”.
وأضاف بوتين: “أود أن أؤكد أن عالم متعدد الأقطاب مبني على القانون الدولي وعلاقات أكثر عدالة يفتح فرصا جديدة لمكافحة التهديدات المشتركة، ومن بينها الصراعات الإقليمية وانتشار أسلحة الدمار الشامل والإرهاب والجرائم الالكترونية”. مشيرا إلى أن كل هذه التحديات ذات طبيعة عالمية ولا يمكن التغلب عليها دون تضافر جهود وإمكانيات جميع الدول.
وقال بوتين إن الولايات المتحدة الأمريكية تحاول صرف انتباه المواطنين عن المشكلات الحادة، بينما تحاول نخب العولمة الغربية تحويل اهتمام العالم عن انخفاض مستويات المعيشة والبطالة والفقر، لتحويل الإخفاقات إلى روسيا والصين، اللتان تدافعان عن رؤيتهما، وتدافعان عن وجهة نظرهما في تبني تنمية سيادية وليس الخضوع لإملاءات النخب فوق الوطنية.
وتابع بوتين: “إن الغرب يحاول إجبار الدول المستقلة على الانصياع لإرادتها، والحياة وفقا لقواعد الآخرين من أجل الحفاظ على هيمنته والتطفل على تلك الدول، حيث تتدخل الولايات المتحدة الأمريكية وأتباعها بشكل صارخ في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة، وينظمون الاستفزازات والانقلابات والحروب الأهلية والتهديدات والابتزاز والضغوط والإملاءات”.
ووصف بوتين وعود الغرب بضمان الأمن في أوروبا بالنفاق، إذ هو يدمر نظام الأمن الأوروبي، قائلا:” إن الغرب الجماعي يدمر عمدا نظام الأمن الأوروبي، ويشكل تحالفات عسكرية جديدة، ويتحرك تكتل الناتو شرقا، ويبني بنيته التحتية العسكرية، بما في ذلك نشر نظام دفاع مضاد للصواريخ وزيادة القوة الضاربة للقوات الهجومية.. بالكلمات تم الإعلان عن هذا بشكل نفاق على أنه ضرورة لتعزيز الأمن في أوروبا، ولكن في الواقع، يحدث العكس تماما”.
وبشأن زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، إلى تايوان، أكد بوتين بأن ذلك ليس سوى “استفزاز مخطط له بعناية”، وهي استراتيجية أمريكية مدروسة لزعزعة استقرار الوضع في المنطقة، وقال: “إن زيارة بيلوسي لتايوان ليست مجرد رحلة فردية لسياسي غير مسؤول، بل هي استعراض وقح لعدم احترام سيادة الدول الأخرى”.
وعن العملية العسكرية الروسية الخاصة، أشار بوتين إلى أن روسيا بدأت عمليتها العسكرية الخاصة بما يتفق تماما مع ميثاق الأمم المتحدة، حيث كانت أهداف العملية محددة بوضوح ودقة، وهي ضمان أمن الدولة الروسية والشعب الروسي، وحماية سكان دونباس من الإبادة الجماعية.
و يعقد مؤتمر موسكو العاشر للأمن الدولي، وهو منتدى سنوي برعاية وزارة الدفاع الروسية لمناقشة القضايا والاتجاهات الملحة على جدول الأعمال العسكري الدولي، ويعقد المنتدى منذ عام 2012.