الثــــورة:
بعد سلسلة من أيام العطاء والحب والتفاني للأبناء، تأتي لحظة ما وتتحول الأم إلى جدة، بقدوم الحفيد الأول. حينها تشعر الجدة بلحظة فارقة ومميزة من عمرها حيث تغمرها السعادة والفرحة ويرجع بها الزمن سنين للوراء، حاملاً معه مشاعر تمحي تعب وثُقل السنين المتراكمة على أكتافها فتشعر الجدة بقدرتها على العطاء مجدداً لا بروح الأم.. ولكن بروح الجدة. ولكم أن تتخيلوا هذه المشاعر تعيشها جدة، استقبلت حفيدها الـ100 مع اقتراب يوم ميلادها الـ100. هذه هي الحياة والمشاعر الفياضة التي تعيشها “مارغريت كولر”، من ولاية بنسلفانيا الأمريكية،
هذا الشهر، رحبت الجدة البالغة من العمر 99 عاماً، والتي ستبلغ 100 عام في غضون أشهر قليلة، بحفيد حفيدها المائة.
فإن الطفل المولود في 4 أب، تم إعطاؤه اسم “كولر ويليام بلاستر”- سُمي على اسم “كولر” نفسها وزوجها الراحل “ويليام”. وقد أشارت “كولر” إلى نفسها على أنها محظوظة جداً لأنها أتيحت لها الفرصة لاحتضان حفيدها رقم 100. قالت “كولر” : “كان من الطبيعي جداً تسميته كولر كاسم وسط. كان زوجي يحب أن يناديني باسم كولي، وبعد ذلك يمكننا دائماً تسميته كولي إذا أردنا”.
“كولر” هي أم لـ 11 ابناً ولديها 56 حفيداً منهم. وقد دخل أحدث أحفادها؛ “كولر ويليام بلاستر” إلى العالم قبل أسابيع قليلة من موعد ولادته، حيث قالت والدته؛ “كريستين ستوكس بلاستر” حفيدة “مارغريت كولر” : “إنه كان عليه التنافس على المركز 100 بسبب الولادة المبكرة”. وأضافت “كريستين”: “كان الهدف هو الوصول إلى الـ 100. كان لديّ أنا وابن عمي كولين حفيدنا رقم 99، والذي يتمتع بصحة جيدة وجميلة”.
قد تتفاجأون عندما تعلمون أن “كولر” نفسها كانت طفلة وحيدة. ولو سعت “كولر” إلى تحقيق أهدافها المهنية في وقت مبكر من حياتها، لما كانت عائلتها الكبيرة لتتحقق على الإطلاق. كانت “كولر” حصلت على قبول في دير قريب من منزلها في فيلادلفيا لأنها كانت ترغب في أن تصبح راهبة، ومع ذلك، فإن القدر كان لديه خطط أخرى. فقد وقعت في حب “ويليام” في روكسبورو بولاية بنسلفانيا. وتزوجا في عام 1942 بعد أن اختارت عدم دخول الدير. ثم شهدت السنوات التالية من زواجهما توسعاً في عائلاتهما. فقد رحب الزوجان بطفلهما الأول بعد الحرب العالمية الثانية، عندما قررت “مارغريت” أن يكون لها عائلة كبيرة، حيث كانت تجد من الصعب أن يكون طفلها وحيداً. في الأصل كانت تريد 12 طفلاً، لكن بعد ذلك، استقرت على 11 طفلاً ولدوا على مدار ما يقرب من 20 عاماً. وقاموا بدورهم بإعطائها 56 من أحفادها الذين أصبحوا الآن آباء لـ100 من أبناء الأحفاد. حتى الآن، يوجد حالياً أربعة أجيال لازالوا على قيد الحياة من هذه العائلة، مما يجعل من الصعب جداً الجلوس على الطاولة لحفلات العطلات.