الثورة – فاتن أحمد دعبول:
يتطلعون إلى مستقبل مشرق عبر نوافذ إبداعية ومهارات فنية، تفتح لهم آفاقاً جديدة في عالم الثقافة والفنون، ينتمون إلى رابطة جمعتهم وقوَّمت أعمالهم، ورسمت لهم الطريق الصحيح للانطلاق نحو صنع مستقبل يليق بهم.
وعلى منبر فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب اجتمعوا في نشاطهم الدوري لتقديم ما جادت به إبداعاتهم بإدارة الإعلامية جيهان نقشبندي والروائية مؤمنة محمود نائب رئيس مجلس رابطة أدباء سورية الافتراضية.
وتحت عنوان” صناع الغد” كان مهرجانهم الذي تضمن قراءات لنتاجات بعض المواهب الشابة من خواطر وقصص قصيرة، وعزف وغناء ومناظرات شعرية للشاعرين أحمد الحسن وثائر الرفاعي، وعلى جانب المهرجان أقيم معرض فني شارك فيه كل من بيان جحة، حمزة ياسر، وحنين الشعار.
وعن دور الاتحاد في رعاية الشباب واحتضانهم، بين د. إبراهيم زعرور رئيس فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب بأن الاتحاد بأهدافه العامة يسعى إلى الاهتمام بقضايا الشباب ورعايتهم وتنمية قدراتهم ومواهبهم الفنية والثقافية، وهذه مسؤولية تقع على عاتق الاتحاد ومؤسساته ومنها فرع دمشق لاتحاد الكتاب الذي يحاول دائماً رصد المشهد الثقافي بطريقة جديدة وبأساليب مبتكرة.
وأضاف: نحاول في كل نشاط جديد أن نزرع الأمل في نفوس الشباب في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، ليكونوا رجال الغد ومحصنين من أجل وطن أقوى، ووطن يمارس فيه الكلمة بمسؤولية ووعي.
وبدوره توجه بالشكر للشباب المهتم والذين يحضرون ويناقشون ويشاركون بالأنشطة، وهذا يدعو للتفاؤل بأن الشباب ما زالوا مقبلين على الحياة ويجعلون من الثقافة مشروعهم المستقبلي، لأنهم يؤمنون بأن الثقافة هي الرافعة الحقيقية للمجتمع، وبأن الكلمة مسؤولية، وتمنى أن تقدم لهم التسهيلات بعيداُ عن الروتين والإجراءات الإدارية التي تفقد العمل الثقافي جاذبيته، وليكون المشهد الثقافي أكثر جمالاُ.
وبينت مؤمنة محمود نائب رئيس الرابطة بأن المهرجان شبابي، أدبي وثقافي، يتم اختيار المميز من المواهب لإعطائهم فرصة الظهور على المنبر، وهذا يتم عبر معايير يؤخذ بها ومنها مدى فعالية العضو في المشاركة والتفاعل، ومستوى تطوره والاجتهاد نحو الأفضل، ويكون للتقييم القرار النهائي للمشاركة.
وتضيف نائب رئيس الرابطة بأن عدد الأعضاء تجاوز 2000 عضو من مساحة سورية جميعها، إلى جانب مجموعة المغتربين، والرابطة برئاسة المهندس قصي الطبل.
وبدورها أوضحت جيهان نقشبندي بأن رابطة أدباء سورية الافتراضية تسعى إلى جمع الشباب الموهوبين ورعايتهم وخلق نوع من التشبيك مع بعض المنابر الثقافية لتقديم هذه المواهب، وفرع دمشق واحد منها الذي كان سنداً حقيقياُ للرابطة، يستضيف الشباب بشكل دوري ويقدم لهم الدعم والتشجيع لإيمانه بأن الشباب يشكلون مستقبل الوطن الواعد.
تميزت مشاركات أعضاء الرابطة بالجدية والعناوين اللافتة واللغة السليمة، وهي تحكي في مضمونها قضايا الشباب وآمالهم، وتنوعت المشاركات بين القصة القصيرة والخاطرة والموسيقا والغناء والمساجلات الشعرية والتمثيل.
ومن المشاركات، تقول منى فليون من قصتها” أنين”
” مخالب الذل تنهش أعماقي، وروحي باتت تتخبط في فناء جسدي البالي الذي ما عاد يتحمل سكرات الموت، ها قد انتهى رصيد صمود روحي، ويبدو أن الحياة تفلت أحلامي من بين آمالي، وها أنا ذا أشيع رحلتي لمثواها الأخير في مقبرة الصمت ..”
ومن قصتها” أحلام مفقودة” تقول سارة ميداني” هذي دمشق العابقة بالأمل تنظر إلى قلوب المتعبين حباً، فتتكىء بياسمينها على قلعة حلب.. لتأتي الحسكة وتلف جدائلها الصفراء وتتمايل تناغماً مع صوت أشجار الغوطة الفتية، ويتلاقى الأصدقاء وتبدأ طقوس التأمل والقراءة لوجوه الناس..
وتقول آية شحود في قصتها” أب لأحلامي” أنا الفتاة التي خبأت أبيها بصندوق الذاكرة، وكذلك خبأت قليلاً منك بين عطوري، وقليلاً أيضا بين دفاتري وأقلامي، وآخر ما تبقى منك، خبأته فوق رموشي، أتعلم لماذا؟ لأنني كل مرة كنت أخاف من ظلام الليل كان وجهك يبتسم فكأنما شمس الكون قد أشرقت ..”
تميز المهرجان بالحضور اللافت من الشباب الموهوبين ومن التفاعل والتشجيع، وفي ختام المهرجان وزعت الشهادات على المتميزين بحضور الدكتور إبراهيم زعرور رئيس فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب.