المنصب مسؤولية- وليس امتيازاً- وباب مفتوح أمام المراجعين لتلبية حاجاتهم، يقرعونه متى تطلب الأمر، ليجدون إجابات لأسئلة كثيرة وتسهيلات مشروعة، وليست مكاتب مؤصدة الأبواب، مشغول مسؤولوها باجتماعات ومهمات وجولات، تشكّل عائقاً للتواصل، وتبقي حاجات المراجعين معلّقة، حيث تحتاج لتوقيع أو استشارة وتوجيه أو تصريح صحفي، خاصة في حال المركزية وعدم تفويض السلطات والمهام في اتخاذ القرار أو تسهيل الإجراءات.
إن سياسة الأبواب المغلقة وحجة الانشغال الدائم لا تطال المراجعين فقط، بل امتدت في بعض الوزارات والمؤسسات لتطال الإعلاميين والموظفين أنفسهم وعدم التواصل معهم، وليكون للمسؤول مصعد أو درج خاص يوصله إلى مكتبه ليستقر فيه طيلة فترة الدوام.
كما أن وجود المسؤول أو غيابه عن المكتب لا يعلم حقيقته أو عدمه إلا مديرو المكاتب والسكرتاريا، الذين يغيبون ويبررون حضوره أو عدم وجوده في المكتب حسب مزاجهم، وباتفاق مسبق معه أو حسب ما يرونه مناسباً، وباتت مقابلات بعض المسؤولين تقتصر فقط على أصحاب الحظوة ومن يرتبطون بعلاقات شخصية معهم.
هذه سياسة غير مجدية، ولا تحقق الأهداف في العمل، فالمسؤول الحقيقي هو من يعيش حياة الميدان بحضوره الدائم مع موظفيه والإشراف على الأعمال، والتيقن من أن الإدارة هي إدارة الموارد البشرية والقدرة على التعامل معهم.
المسؤول الحقيقي لا يغلق الباب بينه وبين المواطنين، ولا يعزل نفسه، ولا بد أن يكون جزءاً من الحياة الحقيقية في العمل.. حيث يقابل المواطنين بمواعيد رسمية محددة لمراجعة قضاياهم ويستمع إليهم لمعرفتها عن كثب، وتلبية مقابلات الصحفيين وأسئلتهم التي تخص الشأن العام، وفي حال تطلب الأمر مقابلة مسؤول ما، يجب تفويض صلاحيات لنوابهم لتسهيل الأمور.
لنتمثل مقولة السيد الرئيس بشار الأسد: “كلّ شخص يسعى إلى المنصب هو شخص محتقر، المنصب ليس له قيمة فهو أداة وليس هدفاً، ما يجب السعي إليه هو الرضا الشعبي وتحقيق طموحات المواطنين”.