برغم انتشار الفعاليات الثقافية على المنابر كلها، ويوازيها نهوض المبادرات الثقافية كالمهرجانات التي أصبحت طقساً سنوياً في غير محافظة، وهي تعيد للحياة بهجتها، فإننا نجد أن فنون السينما لم تستطع أن تواكب هذا الحراك الثقافي بشكل يليق بتاريخ سينمائي عريق.
ويبدو أن السينما لم تغر أصحاب رؤوس الأموال للاستثمار في المجال الثقافي، كما يحدث في الدراما، على أهمية السينما، وما تقدمه من متعة المشاهدة وغنى للمعلومة، ومع ذلك نجد أن السينما لا تلقى الرعاية الكافية، وهذا ما نلحظه من خواء دور السينما على عروشها.
وكما يقول المثل:”إن خليت خربت” فيوم البارحة احتفت سينما”سيتي” بدمشق بفيلم” كازي روز” وهو من إنتاج شركة خاصة، آمن صاحبها بأن الوطن يستحق أن نقف إلى جانبه، والسينما واحدة من الفنون العريقة التي تلامس هموم المجتمع وتعرض قضاياه بحس المسؤولية، والاستثمار بالثقافة برأيه واجب وطني ومسؤولية جماعية يجب أن يشارك بها القطاع الخاص والقطاع الأهلي إلى جانب القطاع الحكومي، بما يساهم بنشر الوعي والمعرفة في الوسط المجتمعي، وهذا ما أراد الفيلم أن يقدمه في رسالته للجمهور.
ولا ننكر تلك المقولة التي تتردد دائماً بأن” رأس المال جبان”، ومن الصعب على رأس المال الخاص أن يغامر في مجال إنتاج سينمائي، وخصوصاً في ظل الظروف الصعبة، وتبدل الأولويات بالنسبة للمتلقي، وبالتالي هذا سينعكس بصورة أو بأخرى على الجمهور السينمائي الذي توجه بفعل عوامل تطور وسائل التواصل وإمكانية تحقيق المشاهدة من دون عناء يذكر، إلى استخدام المنصات وبعض المواقع التي تعرض له كل ما يروق له من الأفلام الحديثة المحلية والعربية والعالمية.
ولكن هذا أظنه لا يقف عائقاً في إيجاد السبل التي من شأنها تشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في صناعة السينما، ونشر التوعية الثقافية والإعلامية في هذا الشأن الهام، ولكل مجتهد نصيب.