استقلال سورية بين الكتلة الوطنية والثورات الوطنية في كتاب للدكتور محمد الحوراني
تناول الكاتب الدكتور محمد الحوراني في كتابه الجديد (استقلال سورية بين الكتلة الوطنية والثورات الوطنية) الخطط الاستعمارية التقسيمية ضد المنطقة العربية عقب طرد العثمانيين الذين كانوا أول من قسمها وجعلها ولايات ومتصرفيات.
ورأى الحوراني في كتابه الذي يقع في 441 من القطع الكبير أن المطامع الاستعمارية الجديدة أكثر سوءاً كاتفاقية سايكس بيكو التي جاءت بعد سلسلة من الاتفاقيات التقسيمية في المنطقة العربية التي تعاني من ويلاتها حتى اليوم.
ولفت الحوراني في الكتاب الصادر عن دار بعل للطباعة والنشر والتوزيع إلى أن المستعمر الفرنسي حاول توظيف التنوع الطائفي للشعب في سورية ولبنان لجهة إقامة دويلات طائفية تساعده في تحقيق مشروعه بغية تسهيل تمرير خططه والسيطرة على مقدراتهما ومواردهما الأمر الذي تنبه له الشعب فكان للفعل الثوري والحراك الشعبي المهم دور في دفع الفرنسي إلى التفاوض وتقديم التنازلات.
وأوضح أن ظروف سورية قبل قرابة القرن تتشابه مع ظروفها اليوم لجهة مطامع العدو فيها واختراق بعض مواطنيها إلا أن إصرار الوطنيين المخلصين قديما هو الذي أدى إلى الاستقلال كما هي الحال في هذه الأيام التي استطاع فيها الشعب السوري بالمخلصين من أبنائه الوقوف في وجه المخططات الهادفة إلى تفتيت بلده والنيل منها.
وسعى الحوراني إلى كشف العديد من الحقائق والوقوف عليها انطلاقاً من قناعته بأن من يقرأ التاريخ يمكنه تجاوز الكثير من الأخطاء والثغرات في حاضره ومستقبله لأن أخطاء الماضي التي تسببت بخسارة جزء مهم من الأراضي السورية بالتعاون مع المستعمر والماسونية ومخططاتها والوكالة اليهودية التي تسعى لتأسيس ما يريده اليهود من وطن وغير ذلك.
ويتضمن الكتاب كشفاً دقيقاً لبعض ما قام به المستعمر وما يفكر أن يقوم به بشكل منهجي وتحليلي خلال ستة فصول اضافة الى طرحه لقضايا أخرى تسلط الضوء على سلوك الشخصيات السياسية الإيجابية والسلبية وعلى المتناقضات التي تنوعت بين المقاومة والخيانة.
اغتيال ريحانة
من أين يأتون بالحياة ألم نقتلهم يوم أمس.. عبارة تختصر ربما معركة الأسر اليومية التي يخوضها أسرى المقاومة الفلسطينية في سجون الاحتلال الصهيوني.. المعركة والملحمة التي يخط تفاصيلها الأسير الفلسطيني محمد مرداوي في روايته “اغتيال ريحانة” أكدت أن دمشق مجدداً هي متنفسه الوحيد والأخير ليوصل معاناته مع زملائه إلى العالم.
يعد الأسير مرداوي أحد عمداء الأسرى في سجون الكيان الصهيوني ويصادف اليوم مرور 32 عاماً على اعتقاله من قبل قوات الاحتلال بتهمة مقاومته ليختار سورية لتنشر له بقلمه روايته الحقيقية “اغتيال ريحانة” المحملة بإرادة أسير محال أن تكسر واحتضان سوري لم يفقد بوصلته يوماً.
هو الحب لأرض مقدسة وقضية محقة وعقيدة متجذرة ورسالة من خلف قضبان الاحتلال بأن هناك صوت حق وإرادة حياة تنشر عبق ريحانها من أرض سورية المزروعة بأرض فلسطين.. سورية الحاضنة لكل نهج حمل القضية بوجدانه أما تلك الريحانة فلا تزال تقاوم الجفاف الذي يسعون إليه لتطمس فلسطين من الخرائط والذاكرة الحية لضمير الشعوب.
اختار الأسير مرداوي دار “دلمون الجديدة” بدمشق لينشر من خلالها روايته ويحمل القائمون على هذه الدار أمانة إيصال رسالة معاناة الأسرى في سجون الاحتلال عبر الأدب إلى أحرار العالم فعمل على ترجمتها أمهر المترجمين السوريين للغات الإنكليزية والفرنسية والفارسية إضافة إلى العربية.
هذه الرواية التي تصنف بالقصة الواقعية تتحدث عما يدور في سجون الاحتلال من مقاومة الأسرى ومحاولتهم زرع الأمل بالحياة ولو كان عبر شتلة صغيرة من نبتة الريحان التي تشتهر بها فلسطين.
بدأت الرواية عندما فكر محمد بطريقة لبعث الحياة والأمل في نفوس الأسرى ليأخذوا منها الرمق الذي يبقيهم أحياء.. ليقع الاختيار بعد التفكير على النبات.. وتبدأ معها معرفة النبتة المناسبة لمحاولة إدخالها لمعتقلهم.
هذه النبتة لم تكن الليمون رمز فلسطين ويافا التي ضاعت عام 1948 أو زيتونة من الخليل الأسيرة منذ عام 1967 والتي تعد رمز مقاومة الاحتلال وصورة المرأة الفلسطينية وهي تحتضن جذعها في وجه جرافة الاحتلال حتى باتت أيقونة لكل حر في العالم.. هذه الأشجار الكبيرة سيكتشف أمرها.
“ريحانة فلسطين” التي تزين مداخل المنازل وتجدها بين الملابس في الرفوف الخشبية وتعطي نكهة زكية في المأكولات ويطيب كأس الشاي بها ثم إن اسم بلدة الريحانية مشتق منها.. تلك البلدة الصغيرة قرب حيفا التي دمرتها العصابات الصهيونية عام 1948 وهجر أهلها وبنيت على أنقاضها مستوطنة للغرباء القادمين من خلف البحار ليسكنوها بدل أبنائها الفلاحين الأصليين.
نبتة الريحان تلك ستكون في الرواية رمز انبعاث الأسرى من جديد وتنهض بهم من تحت الموت البطيء الزاحف نحوهم إلى قيامة جديدة تأخذهم إلى حياة جميلة تنتظرهم فكلما أراد الجلاد قتل أحلامهم ستنكسر آلة جريمته بورق الريحان الأخضر وبدل الرائحة النتنة ستنشر حبق الحياة في أرجاء المعتقل.
وبعد أن اختار الأسرى نبتتهم انتقلوا إلى تنفيذ خطتهم بتأمين بذرة الريحانة وكيف سيتم تهريبها إلى المعتقل ليقوم أحد الأهالي بإحضار البذرة.. ويبقى أمامهم مهمة أخرى أشد صعوبة في تأمين التراب لزراعتها.
عمل الأسرى على جمع التراب العالق في حبات البصل والبطاطا والثوم التي يحضرها لهم جلادوهم في الزنازين حيث عملوا على جمع تراب الريحانة حبة حبة وصانوه فهم من يعرف قيمة الأرض وترابها.. ذلك التراب لعله جمع من كل فلسطين.. ذرات التراب من بصل الجليل وبطاطا الضفة وليمون يافا ومن يدري ربما بين الخضراوات ما هو من غزة والقدس.
هذه الرواية القصيرة لكنها بحجم ملحمة أهداها الأسير مرداوي إلى روح والدته التي كان لها الأثر الأكبر في تشكيل وعيه على درب النضال وإلى روح الشهيد عماد مغنية وإلى رفيق زنزانته الشهيد سمير القنطار وإلى أخوة الدم والتراب شهداء الجيش العربي السوري وإلى كل الشهداء الذين قاوموا وضحوا على درب فلسطين لأجل تحريرها.
يذكر أن الرواية التي جاءت في 178 صفحة من القطع المتوسط تنشر بمناسبة ذكرى اعتقال الأسير محمد مرداوي في 17-8-1990 وعملت على تقديمها الأديبة والإعلامية السورية نهلة السوسو وصاغها ونقحها ابن الجنوب اللبناني محمد لمع.
كتاب الميزان للشاعر شفيق ديب:
يبحث كتاب (الميزان رؤية في ضوابط الشعر الزجلي) للشاعر الباحث شفيق ديب في كيفية كتابة الشعر الزجلي بشكل حقيقي والالتزام بقواعده ليصبح شعراً حقيقياً يمتلك الأسس التي تؤثر بالمتلقي وتدل على موهبة سليمة.
ويرى الشاعر ديب في كتابه أن النص الشعري الزجلي يجب أن يلتزم بالوزن والقواعد النظمية المتدرجة من البسيطة إلى المعقدة شرط أن يأتي مع موهبة حقيقية لا تختلف فيما تقدمه عن مكونات الشعر الفصيح.
ولا بد للشاعر حسب ديب أن يبتعد عن الكسر العروضي الملتزم بتفعيلات منتظمة إضافة إلى الإحساس وتوازن الموضوع والتعامل الصادق ليستطيع النص الشعري امتلاك حضوره لافتاً إلى ضرورة تطبيق قواعد الشعر الفصيح الوزنية على الكلمة العامية مع تحويل بعض الحركات إلى ما يخدم الحالة الشعرية العامية كالتسكين في بعض الأحيان.
وأشار الشاعر ديب إلى ضرورة معرفة عيارات الوزن المختلفة بين مدرسة ومدرسة فالزجل اللبناني يختلف عن الفلسطيني وعيارات الزجل في ريف دمشق تختلف عن عيارات النظم في الساحل السوري لنصل إلى محاكمة حقيقية للقصيدة وأن القصيد النبطي لا يقصد به القصيد الزجلي ولكل خصوصية في الوزن والتعامل ولا يجوز إسقاط ما يأتي في هذه الأنواع على القصيدة الفصيحة أو على أنواع أخرى من الشعر الشعبي.
وفي الكتاب قدم ديب تطبيقات منهجية على الوزن والتفعيلات مع ذكر أسماء البحور أو التفعيلات والألوان الشعرية الأخرى كالعتابا مثلاً وكيفية التعامل معها في حركات الوزن.
يذكر أن للشاعر شفيق ديب منشورات متعددة منها الحفيد والميزان وثنائيات بحث الميزان وأسرار الورد وكسرة ميجنا.
(القدود الحلبية قراءات وشهادات)..
كتاب لتوثيق تاريخ القدود:
تضمن كتاب القدود الحلبية الذي أعده الدكتور فاروق اسليم عدداً من القراءات والشهادات لمجموعة من الأدباء والباحثين توثق معالم كثيرة من القدود الحلبية على أنها فن موسيقي وغنائي وأدبي فائق الخصوصية في انتمائه إلى حلب.
ويشكل الكتاب الجامع والشامل حالة من ترسيخ هذا الفن الأصيل وتوثيقه تاريخياً باعتبار القدود ليست بنت الأمس بل هي وليدة عصور وأزمنة غابرة تعود إلى آلاف السنين.
وبين الكتاب أن القدود تأتي كأساس موروث من ثقافة العرب والحضارة الإنسانية العريقة في مجالات متنوعة ما دفع اليونسكو لإدراجها في الـ 15 من كانون الأول عام 2021 على لائحة التراث الإنساني لتكون اعترافاً حضارياً لجانب من خصوصية الثقافة السورية.
ويأتي الكتاب في سياق اهتمام الكتاب العرب بالثقافة الوطنية اللامادية وهو مكون من تسع مشاركات جاءت الأولى للباحث نعيم قاسمو كإضاءات وفق رؤية منظمة اليونسكو فيما يخص التراث اللامادي مع إشارات سريعة إلى الاتفاقيات وأهدافها بشأن هذا الموضوع.
وفي الكتاب بحث عن تميز القدود الحلبية في سورية لعبد القادر بدور إضافة إلى تطرق الباحثة نسرين صالح إلى الخصوصية الحمصية في القدود الحلبية مستشهدة بما أورده الباحث أمين الجندي الحمصي في هذا المجال.
كما يتضمن الكتاب مشاركة بعنوان “القدود الحلبية بعيون حمصية” أضاء فيها الباحث أمين رومية على تاريخ القدود وسماتها الفنية وخصوصية حلب وحمص في هذا المجال.
( موعد مع الشمس).. للأديب محمد الطاهر
تتحدث رواية “موعد مع الشمس” للأديب محمد أحمد الطاهر عن الظروف التي خلفتها الحرب على سورية من خلال بطلها جورجس الذي عاش حالات مختلفة في مراحل حياته ابتداء من الحب الذي تركه إلى مرحلة ذهابه إلى بيروت وألمانيا ثم إلى أميركا ليكمل تعليمه العالي وعودته إلى سورية في أصعب ظروفها.
الرواية الصادرة عن الهيئة العامة السورية للكتاب طغت عليها سمات الحزن والألم والأسى وسلطت الضوء على الأوضاع الصعبة والمعاناة التي عاشها السوريون نتيجة الحرب العدوانية الإرهابية التي شنت على بلادهم وما نتج عنها من حالات اجتماعية وإنسانية صعبة منها الهجرة والخطف والتهجير والفقر وغيرها الكثير.
وفي الرواية التي حازت المركز الأول في جائزة حنا مينه للرواية يعيش بطلها جورجس حالات حب متنوعة منها ما تأثر به ومنها ما تجاوزها وكان الأهم لديه هو الاهتمام بالدراسة والتعليم ليحقق ما لم يحققه سواه برغم الظروف التي واجهها خلال سنوات غربته التي عاشها في بيروت وألمانيا وأميركا إلا أن سورية ظلت في قلبه ووجدانه إلى أن فكر بالعودة إليها وهي في أقصى ظروفها خلال مواجهتها الارهاب محملا بالمحبة والشهادات العليا.
بدأت حياة جورجس في الرواية منذ أن وصل إلى سورية خلال الحرب الإرهابية التي واجهتها فتعرض للظلم ثم للخطف من قبل الارهابيين حيث عانى من مآس كثيرة ولا سيما بعد وفاة والدته.
وتقع الرواية في 239 صفحة من القطع المتوسط ولمؤلفها العديد من الإصدارات الأدبية الأخرى المتنوعة بين الشعر والقصة وغيرها.