الثورة – ميساء الجردي:
نظرا للتنوع الحيوي النباتي الكبير الذي تمتلكه سورية، وإنتاجها للكثير من الأنواع والأصول النباتية العطرية والطبية يطمح المشاركون في مؤتمر الاستثمار الأخضر للاستفادة من هذا الكنز الذي يزداد الطلب عليه ويشكل قيمة طبيعة واقتصادية هامة. فعلى هذه المنصة التي تعتبر الأولى في سورية اجتمع الباحثون والخبراء وطلاب الدراسات العليا وأعضاء المراكز البحثية في بحوث النباتات الطبية. بهدف المتابعة العلمية والمعرفية والوصول إلى هيئة ضابطة لرفع الإنتاج ودعم العلاقة بين الفلاحين المنتجين والمصنعين ضمن استراتيجية تنفيذية لتطوير النباتات الطبية.
ضمن محوري الإنتاج ومحور التصنيع والتسويق الغذائي والصيدلاني أكد المشاركون على تكامل الخبرات بين المزارعين والباحثين وتصويب المسارات والاهتمام بما تبقى من النباتات العطرية على كافة الجغرافية السورية وخاصة الجانب المهمل منها ومواجهة التحديات البيئية والبشرية التي تهدد هذه الثروة الوطنية.
خلال المؤتمر الذي يقيمه اتحاد الغرف الزراعية السورية برعاية وزارة الزراعة وتحت عنوان المؤتمر المتخصص بالنباتات الطبية والعطرية تحدث المشاركين حول كيفية الخروج بمنتج كمي ونوعي وبصورة لائقة تحد من المعوقات الكثيرة التي تعرقل الإنتاج، مطالبين بوجود هيئة ضابطة لهذا الاستثمار الأخضر تشكل داعما لعملية الربط بين الهيئات العاملة في هذا المجال وتسهل عملية التسويق والزراعات العطرية. فقد أكد الدكتور مجد الجمالي رئيس الهيئة العليا للبحث العلمي على دور المنهجية العلمية البحثية في تحديد الأنواع النباتية التي يجب الاهتمام بها وعدم ترك الموضوع مفتوحا لكل الأنواع. وذلك وفقا لما اطلع عليه من مؤتمرات كثيرة تخص هذا الجانب حيث كان التركيز على محاور معينة تخص أربعة أو خمسة أنواع من النباتات الطبية العطرية لكي يتاح أمام الباحثين متابعتها من حيث التحليل والتراكيب والاستفادة منها
ولفت الجمالي إلى وجود الكثير من الأبحاث التي تعمل على تحديد أنواع معينة من النباتات وتوضح الجوانب المفيدة والضارة منها. مقترحا ضرورة وجود جهة ضابطة للأبحاث العلمية المتعلقة بالنباتات للوصول إلى الأنواع التي يجب المحافظة عليها.
وتحدث الدكتور توفيق البوشي من جامعة حلب مدرس في كلية الزراعة على أهمية المؤتمر في الوقت الحالي لكون سورية تزخر بالنباتات الطبية والتي يصل عددها إلى 3300 نوع نباتي. مشيرا إلى وجود نباتات استراتيجية لا يذكر اسمها حتى في المنافع الطبية ومنها نبات الشرد الشرقي التي تفيد النورات الزهرية له في معالجة أخطر الأمراض ومنها مرض السرطان بالإضافة إلى نبات الفيتكس أكغنس الذي يفيد في موضوع الخصوبة وهو منتشر بشكل طبيعي في المنطقة الساحلية وكذلك نبات المحلب والذي يعتبر من النباتات النادرة والهامة في غاباتنا السورية وكلها تحتاج إلى الاستثمار الأمثل. مع ضرورة المحافظة على التنوع الحيوي لهذه الغابات بدلا من قطع الأشجار وحرق الغابات وبالتالي لابد من تشكيل لجنة برعاية جمعيات زراعية واتحاد غرف زراعة تقوم بهذه المهام.
مدير الإنتاج النباتي في وزارة الزراعة المهندس أحمد حيدر بين أن النباتات الطبية تقسم إلى أكثر من محور احدها النباتات المزروعة التي تتم متابعتها و التخطيط لها ضمن الخطة الإنتاجية الزراعية للمحاصيل الخمسة الرئيسية للنباتات الطبية والعطرية وهي اليانسون والكمون و الكزبرة وحبة البركة والشمرة إضافة للاهتمام بالنباتات الطبية والعطرية الموجودة ضمن الفلورا الطبيعية السورية ضمن المناطق الحراجية والبادية والمروج والمراعي وهنا تكمن أهمية المؤتمر في الاستفادة من هذه النباتات الموجودة، والتركيز على الموارد المهدورة في هذا الجانب مما يحقق القيمة المضافة والتحقق من عدم بيعها أو تصديرها خام.
وأشار حيدر إلى ما تتضمنه الخطة الإنتاجية في وزارة الزراعة من النباتات الطبية والتي كانت السنة الماضية تشكل 61 ألف هكتار ، ليتم بعدها زراعة نحو 68 ألف هكتار بنسبة تنفيذ 109 بالمئة وهذه الزيادة نتيجة توجه الفلاحين على زراعة النباتات الطبية بسبب انخفاض تكلفة زراعتها والريعية الكبيرة من الإنتاج وهذا العام تم التخطيط لزراعة 68 ألف هكتار للخطة الإنتاجية التي سيتم إقرارها.