من الحرب على سورية، والعراق، وأفغانستان، مروراً بليبيا، وهيروشيما، وناغازاكي، وفييتنام، وصولاً إلى الحرب في أوكرانيا لاستهداف روسيا، والاستفزاز المتصاعد في تايوان لاستهداف الصين، إضافة إلى الكثير من الصراعات والأزمات الدولية المشتعلة، هناك دائماً وأبداً يد واحدة مدانة، وبصمات دامغة لا تقبل التشكيك، وليست بوارد الالتباس، وهي اليد الأمريكية الملطخة بلوثة الإرهاب، كما في الخراب، وفي الدمار وسفك الدماء.
منذ قيام الولايات المتحدة الأمريكية على جماجم الهنود الحمر، ونظامها العنصري الفاشي، وحتى يومنا هذا لم يجلب لشعوب العالم إلا النكبات، والأزمات، والحروب الكارثية، وهو في وصفاته الفوضوية، وتعويذاته الإفنائية، ونزعته العدوانية ، يغزو الدول وينهب ثروات شعوبها تحت مظلة شعاراته الكاذبة، ويرتكب المزيد من الجرائم ضد الإنسانية عبر عقوباته الجائرة والظالمة.
شواهد كثيرة على هول الإرهاب الأمريكي، بل هي أصعب من أن يتم إحصاؤها، وكلها تدل بالمطلق على أن عقلية الغطرسة والبلطجة الدولية لم تفارق ذهنية القائمين على سياسات البيت الأبيض، إذ أضحت القوة الغاشمة ركيزة لاستراتيجية الهيمنة الأميركية، وعلى أساسها شنت الولايات المتحدة أكثر من مئتي حرب في العالم، أو شاركت بها على أقل تقدير، وضحايا تلك الحروب يفوق أعدادهم الملايين، سواء قتلوا بالفوسفور الأبيض والقنابل “الذكية”، أو أصيبوا بشظايا القنابل العنقودية، أو تم تهجيرهم من بيوتهم وأرضهم وأوطانهم، لتبقى هيروشيما وناغازاكي شاهداً حياً على الإجرام النووي الأميركي.
العالم لم يعد يتحمل المزيد من الإجرام الأميركي، وما تشهده الساحة الدولية اليوم من حروب وصراعات سببتها السياسات الأميركية المدمرة، وقيام تحالفات وازنة بين الدول المتضررة من النهج الأميركي، إنما هي مخاض لولادة عالم جديد تنتفي معه الهيمنة الأميركية، وواشنطن وأتباعها الغربيون بدؤوا يتحسسون قرب نهاية عصرهم الأحادي على يد الشعوب الحرة صاحبة الإرادات الحية.

السابق