منذ فجر التاريخ وسورية تنجب المبدعين، سواء كانوا شعراء أم كتاباً أو موسيقيين أو فنانين .. إلخ .. ولاشك في أنها حتى اللحظة مازالت تعطي وتقدم وتدعم، فكانت بحق أرض الأبجدية والمحراب والنوتة الموسيقية الأولى…إلخ.
هذه الأيام بلا شك كانت سوداوية على السوريين، فقد فجعوا وللأسف برحيل عدد من المبدعين أمثال انطوانيت نجيب وبسام لطفي وآخرهم المايسترو حسام بريمو.
حسام بريمو الأستاذ في الموسيقا وقائد الجوقات الموسيقية المتميزة، رجل الابتسامة التي لا تغيب، والإنسانية الحاضرة في كل مكان، هل نتحدث عن كمية الجمال التي زرعها في أطفالنا وشبابنا، أم نتحدث عن الإبداع الذي رسم خطوطه في مسارح سورية وحدائقها وأزقتها؟
هل نتحدث عن صانع الألحان، المحافظ على أغنيات التراث، عن كتلة الحيوية والحب والنشاط التي كانت تعتريه؟
استعجلت الرحيل أيها المايسترو؛ العاشق للفن الراقي؛ الإنسان الذي تغلب على المرض مرات عديدة بالموسيقا والنغم ومحبة الآخرين.
من قال: ضاع الحب في بلدي؟ وأنه لا مكان للموسيقا مع الحرب؟ حسام بريمو جمع الموسيقا والحب في أحلك الظروف وأصعبها، إذ حول الموسيقا إلى قلائد من النغم، وأدخلها في الروح والجسد.
وداعاً حسام بريمو القامة الموسيقية الكبيرة، وصاحب المشروع الموسيقي المهم عبر سنين طويلة من الجهد والتعب والمثابرة، سنفتقدك جميعاً، وسنفتقد لإرثك الموسيقي المعبق بالمجد والفخر.. فأنت الذي كنت مع الثقافة الممجدة للحياة لا بل مع إرادة الحياة نفسها.