ربما ظننتُ مرّة أنك ذاك الحبّ الخرافي
الذي يطرق باب قلب المرء لمرّة واحدة..
وربما ظننتُ أنك رصيدي الأوحد
من غرامٍ لم أحيَه بعد..
رصيد لا ينتهي.. في زمن أُعِدّ خصيصاً
لنهايات قبل بدء البدايات..
كفيلم هوليودي طويل
تمّ إخراجه بطريقة الفلاش باك..
فيبدأ بالمقلوب..
النهاية هي البداية..
كم جميل أن أجعل من حبّنا
بدايةً لعشرات الحكايات..
سيل البدايات، أو لقطة البداية تكون في اللحظة التي يجنّ فيها جنوني..
فألقي كلّ شيء خلف ظهري
أتخذ قرارات سريعة وحاسمة..
أحذف.. أشطب.. وألغي كلّ شيء تشاركناه..
وكأنما أخلط ما بين ذاكرة أجهزتي الذكية وذاكرتي الحيّة..
فأنسى أهم ميزات تلك الحية، العناد..
تعاند وتعاند وتبقى محافظةً على كلّ تفاصيلنا الصغيرة قبل الكبيرة..
ظننتُ مرّةً أنك ذاك الحبّ الخرافي..
لا.. لم أظن، بل كنت على يقين لا يقبل الشك..
أنت هو ذاك الحب الذي لن يتكرر
والذي كلّما أنهيتُه وجدتُه ينمو ويزدهر أكثر على جدران قلبي.
أخاصمك عشرات المرّات
ثم تعود ذاكرتي لتزدحم بك.. تفيض بك..
تعاند هذه الشقية..
فأستعيد أجمل ما فيك لأشارك نجاة قناعتها (ما أحلى الرجوع إليه)
وتخطر ببالي أغنية أم كلثوم (وقابلتو.. نسيت إني خاصمتو)..
بثوانٍ، أقتنع بسحر اللقاء بعد الخصام..
وأقتنع أيضاً أن كلّ اختلافاتنا وخصاماتنا
لم توجد إلا لتعيدنا أجمل مما كنا..
ربما ظننتُ مرّةً أنك ذاك الحبّ الخرافي الذي لن يتكرر..
أنا لم أظن مرّةً واحدة.. بل تيقنتُ في كل مرة أنك حبي الأجمل..
وتأكّدتُ في كلّ المرّات..
ألم يقل هنري ميلر عن الحبّ، واصفاً مكر طبيعته: “الحبّ هو أن تخرج الأمور عن السيطرة وألا تكون أنت”..
وبين ظنّي ويقيني ثمة أخرى هي التي ترسم خطوط لعبة الهوى وإياك.
ساحرٌ.. غريبٌ.. ومتناقضٌ هو شأن الحبّ
ألذُ ما فيه جمعُه المتناقضات..
هكذا بدأت حكايتنا بفيلم هوليودي طويل
واستقرت بأغنيات نجاة وأم كلثوم..