يروى أن شاباً صادف عجوزاً ترك الزمن بصماته عليه فتقوس الجسد ..وبنزق الشباب خاطب العجوز قائلاً: من أين أتيت بهذا القوس ..؟
ابتسم العجوز بحنان: لقد أتيت به من مكان يخبئ لك مثيله حين تصل عمري ..
شخصياً أشعر أن كل لحظة نعيشها هي الاجمل والأنقى على الرغم مما تحمله ..
هل تصدقون أنكم حين تصلون الستين من العمر وتتقاعدون أول ما يجب أن تسلمه حسب القوانين الإدارية بطاقة التأمين الصحي وبطاقة العمل التي تثبت انتماءك لمؤسسة ما.
أي أنك حسب القوانين الإدارية شجرة يجب أن تقتلع من أرضها، من جذورها وأنت من يجب أن يحفر حول الجذور ..لتبدأ رحلة البحث والمعاناة بما يسمى ملفك التأميني ..لن يكون لك راتب إلا بعد أن تنهي معاملتك وإذا كنت ممن عملوا بأكثر من مكان عليك خوض أكثر من معركة لتحصل على أوراق ثبوتية هي مؤرشفة إلكترونياً، ولكن يجب أن تحضر نسخاً ورقية عنها ..
وإذا كنت محظوظاً مثلي فسوف يقيض الله زملاء وإدارات تعاملك برقيها ونبلها وقدرتها على أن تجترح لك حلولاً حسب طاقتها وقدرتها تجعلك تشعر أن الدنيا مازالت بخير، أن الكثير مما يقال عن التطوير الإداري ليس بما يقال بل بما ينفذ على أرض الواقع وأوله الإنسانية والاحترام والتقدير…
يوماً ما نأمل أن تصلوا إلى الستين من العمر دون قوس الزمن ودون سلسلة الأمراض التي تستنزف راتبك وكان التأمين على قلته يسد جزءاً منها ..وعليك الآن أن تواجه كل شيء بمفردك ببضع آلاف تفقد كل يوم قيمتها ..
التقاعد ليس نهاية المطاف أبداً، بل بداية مرحلة جديدة يجب أن تكون قدرة على الرؤيا الأكثر نضجاً والأعمق في الأداء..
تطويرنا الإداري بحاجة ماسة إلى أن يلتفت قليلاً إلى هذا الجانب ..
ليس من تقاعد ألة خردة يجب أن ترسل إلى معمل صهر الحديد..
ماذا لو أن التطوير الإداري يعمل قبل عام على إعداد كل شيء لمن سيصل هذه المرحلة ..يعد ملفه ..يتابعه ..يعمل على نوع من التأمين الصحي..
قرارات تطوير نظن أننا في أرقى مراحل الإدارة عند بعض من يعيشون بعيداً عن الواقع ولكن البون شاسع ..
الأمان الاجتماعي هو صمام الأمان للكبير والصغير، والإنجازات على الورق مؤتمرات وندوات وغيرها ما لم تصرف تنفيذاً على أرض الواقع ليست إلا سراباً … وحتى نصل لحظة نقول فيها: هذه ثمار حقيقية نقول
انتظروا قوس الزمن ..ولكنكم ربما بمامن عنه …ربما …