الملحق الثقافي- د. سلمى جميل حداد:
كان حضوركَ بخفة الياسمين مسرعاً كقبلةٍ في الهواء!
أنا هنا خلف نافذة أحلامي
حرّة كنسيمٍ يحملكَ إلي،
اقترب بعيداً
كي نبقى اثنين على مسافة واحدة من الحب
وابتعد قريباً
كي تبقى النور المنبعث من حرائق مدنٍ
تركتُ فيها ظلّي حين ضاقت أكمامه على ساقيّ.
2
كأنني ما كنت ُ
وما وزعتُ على المارين تحت نافذتي حبق الغياب،
يا سهامي التي تكسرت في جسد الحياة
ومضت تشاركني الأرق
يتسع سجني الجلديّ لأكثر من موت..
في كل مرة أموت فيها
يبتعد عني قليلاً ليلبسه التراب
وحين تمطر السماء
أنبتُ من بذور الكتان في كفني
شجرة زيتون عند المعصرة القديمة
أوَ تعرفني حين تحملق في فستاني الزيتيّ
وتمسح بيديك عن وجهي رائحة صابونة الغار؟
مهلاً
لا يعنيني الجواب!
3
رقدتْ ألوانُكَ في قرارة الرتابة والركود
تُمارس حبّاً مؤجلاً يقترف إثم الخيال
وتنجب عناقاً تلتصق ذراعاه بجيد المنفى
وتفلت من أصابعه قشّةٌ تشتعل بنشوة الوهم
فتُشعل حقولَ الشتاء الحليقات.
تتدلى اللانهايات من أكتاف الأفق العاريات
لا وحدة قياسٍ للمسافات..
كلما ابتعدتُ اقتربتُ من الريح وبرد القُرى
وكلما اقتربتُ ابتعدتُ إلى داخل جسدي
هنيهةٌ أنا من رطوبة الشتاء ووجع الفلاحين
لقد خذلنا الصيفُ ياصديقي
العدد 1111 – 13- 9-2022